المواجهة القادمة مع حزب الله ستؤدي إلى تدمير لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•الأحداث الأخيرة في لبنان هي نتيجة صراع بين القوى الداخلية،وقدرة إسرائيل على التأثير فيها ضئيلة أو غير قائمة على الإطلاق. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه الأحداث، التي تثبت أن حزب الله عاد ليصبح أكبر قوة عسكرية وسياسية في لبنان، هي نتيجة خطأين إسرائيليين لم تولهما لجنة فينوغراد ولا أي مصادر أخرى الاهتمام الكافي.

•لقد ارتُكب الخطأ الأول خلال السنتين 2004 - 2005، حين تبنت الحكومة الإسرائيلية توصية وزير الخارجية في ذلك الوقت، سيلفان شالوم، بإطلاق حملة تهدف إلى إخراج السوريين من لبنان. وقد توقع البعض في حينه أن تملأ إيران، جزئياً، الفراغ الناجم عن خروج السوريين، وأن يعود السوريون إلى الاهتمام بهضبة الجولان.

•أمّا الخطأ الثاني فقد ارتُكب في بداية حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006]، حين اعتبرت إسرائيل أن حزب الله فقط هو عدوها، وبذا فوتت فرصة تحقيق انتصار في هذه الحرب. فالانتصار على منظمة "إرهابية" تعمل في دولة مجاورة وتحظى بدعمها ورعايتها، أمر مستحيل إذا بقيت هذه الدولة حصينة إزاء أي ضغط عسكري أو سياسي. كان يتعين على إسرائيل، قبل الحرب أو بعد اندلاعها، أن تتوجه إلى الحكومة اللبنانية وتنذرها بأنها ستعتبر لبنان دولة حزب الله، إذا كان هو المسؤول عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بها.

 

•لم يحدث ذلك، بل إن ما جرى هو حصول حزب الله على مهلة ثمينة تمكّن خلالها من ترميم قدرته العسكرية والسياسية. لا يعني هذا الكلام أن هناك حرباً قريبة، لكن إذا ما لاحت ذريعة كافية (مثل عملية عسكرية إسرائيلية في غزة) فإن حزب الله لن يشعر بأنه مقيد فيما يتعلق بشن الحرب. لذا يتوجب على إسرائيل، منذ الآن، أن تشرح للأسرة الدولية أن أي حرب أخرى على حدودها الشمالية لن تكون بينها وبين حزب الله فقط، وأن من شأنها أن تؤدي إلى تدمير لبنان بأسره.