تحفظ إسرائيلي على مقترح التهدئة المصري في قطاع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اقترحت إسرائيل على مصر أمس فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين، في مقابل تسليم الجندي المختطف غلعاد شاليط إلى مصر، في إطار اتفاق تهدئة مع حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وفي ختام يوم من اللقاءات التي عقدت بين بعض القادة الإسرائيليين والوسيط المصري الذي يتولى الاتصالات بشأن التهدئة، مدير المخابرات اللواء عمر سليمان، قدّر مسؤولون كبار في إسرائيل أن من الممكن وضع اتفاق التهدئة موضع التنفيذ خلال بضعة أسابيع. 

وعلى الرغم من أن إسرائيل تدرس اقتراح التهدئة المصري بإيجابية، فإنها تطلب أن تقترن التفاهمات غير المباشرة مع "حماس" بتقدم فعلي في صفقة إطلاق شاليط في مقابل السجناء الفلسطينيين. ومع أن امرأة من سكان مستوطنة يِيشَع قُتلت أمس جراء صاروخ قسام، إلا إن إسرائيل ستكتفي برد عسكري محدود كي تتجنب التصعيد الشامل في أثناء زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش لإسرائيل، التي ستتم خلال الأسبوع الجاري.  

والتقى سليمان أمس القيادة السياسية في إسرائيل وعرض عليها البنود الأساسية لخطته. وقالت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" إن "الحديث لا يدور على عملية ]مفاوضات[ سيوقَّع في نهايتها اتفاق بحضور الأطراف. فما يجري هو بلورة تفاهمات بحكم الأمر الواقع، لكننا لا نزال بحاجة إلى توضيحات من مصر". وتعتقد المؤسسة الأمنية أنه على الرغم من إطلاق الصواريخ الذي تم من قطاع غزة خلال الأيام القليلة الفائتة، فإن "حماس" معنية بالتوصل إلى تهدئة، لكنها تسعى للتوصل إليها من موقع قوة بحيث تبدو كأنها تملي شروط التهدئة على إسرائيل. 

وعرض المسؤولون الإسرائيليون على سليمان الخطوط العريضة للاتفاق كما تراه القدس: في المرحلة الأولى، سيتم بالتدريج إحلال تهدئة في القطاع، ويتوقف الطرفان عن النشاط الهجومي (يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الاعتقال في الضفة الغربية كالمعتاد). في المرحلة الثانية، ستُزاد كمية البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة عبر المعابر. وتدرس إسرائيل، حالياً، الموافقة على فتح معبر رفح (على الرغم من أن هذا الأمر مرهون أيضاً بالتوصل إلى اتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي لا يزال يبدي تحفظاته، ويطالب بوجود العناصر التابعين له في المعبر) على أن يطبق ذلك في المرحلة الثالثة. في مقابل ذلك تطلب إسرائيل تسليم غلعاد شاليط إلى المصريين، كمرحلة على طريق إطلاق 450 سجيناً فلسطينياً. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت مصر العمل ضد تهريب الأسلحة إلى القطاع. 

وقال سليمان أمس لمضيفيه إنه يتحفظ على اقتراح دمج شاليط في الصفقة الحالية، باعتبار أن تحسن الأجواء نتيجة التهدئة سيدفع مسألة إطلاق الجندي قدماً في المستقبل. وطلب رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك من سليمان تجديد الضغط على "حماس" فيما يتعلق بهذه النقطة.

 

ويسود القيادة الإسرائيلية تطابق في الآراء بشأن ضرورة الاستجابة لمخطط التهدئة الذي قدمه سليمان، حتى إن كانت القدس تعارض قسماً منه. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنه يجب إدراج شاليط في أي اتفاق بشأن التهدئة، كما أكد باراك أن حل مسألة شاليط له "دور مركزي" في ترتيب الوضع في القطاع.