•يدخل الائتلاف الحاكم هذا الأسبوع الدورة الشتوية للكنيست وهو منقسم ومشرذم، كما كان منذ اللحظة الأولى لإنشائه. فمرور الزمن- نحو عامين- لم يصلح التصدعات، بل على العكس فإنه فاقمها وجعل الائتلاف أشبه بثوب قديم لا يمكن ارتداؤه ويصلح فقط لتنظيف الزجاج. في البداية كان هناك تحالفان قويان منحا التركيبة الائتلافية إمكانية تضامن أفرادها، حلف نتنياهو- ليبرمان، وحلف لبيد- بينت. لكن هذا لم يعد موجوداً الآن، وأصبح كل حزب وحده، وكل رئيس كتلة له دربه الخاص.
•لكن مع ذلك، لا يبدو أن الانتخابات ستجري في وقت قريب. فعلى الرغم من المصاعب والخلافات، فإن للسياسة طبيعتها الخاصة، والوزراء وأعضاء الكنيست لا يسارعون إلى المجازفة بلقبهم بعد وقت قصير من حصولهم عليه، فقد انتخبوا لأربعة أعوام، ومقابل فرصة تحسين موقعهم في الانتخابات المقبلة فربما هم مستعدون لتقصير حياتهم سنة، أكثر أو أقل، لكن، "انتخابات الآن"، يتساءلون بدهشة: ما هو مصير الإصلاحات؟ وأي تأثير لذلك على الاستقرار الحكومي؟
•وفي وقت يكتنف الغموض فيه المستقبل، ومع إعلان كحلون ترشحه، سيواصل أعضاء الائتلاف عملهم خلال الدورة الشتوية وسيوافقون على الميزانية وسيختلفون على مواضيع الدين والدولة. ولكن في النهاية كل شيء سيكون على ما يرام، لأن المصلحة الشخصية أقوى من أي شيء آخر.
•إن التي رسمت خط التوجه هي زعيمة حزب هاتنوعا [الحركة] تسيبي ليفني. فبعد إعلان نتنياهو أنه لن يدعم قانون التهويد أصبح لديها كل المبررات للمضي قدما نحو أزمة حقيقية. لكن فور إعلانها أنها ستحاول طرح القانون من دون الحصول على تأييد نتنياهو (أي لن تثير أزمة)، فإنها قادت عملياً السير في الخط الذي سار فيه وراءها الجميع. ومع كل الاحترام للتهويد، فإن استطلاعات الرأي لا تعطي حزبها أكثر من ستة مقاعد اليوم، ومن الصعب أن يستطيع هذا الحزب الصمود في معركة انتخابية جديدة.
•ويائير لبيد الذي كان قبل بضعة أسابيع يتردد بشأن ما إذا كان عليه تقديم استقالته، هو اليوم مضطر للبقاء من أجل تمرير الميزانية التي أقرتها الحكومة.
•أما ليبرمان الذي ما يزال في خضم عملية ترميم حزبه بعد عملية الاندماج مع الليكود، فقد عاد إلى أسلوبه المستقل. وبينت يريد الحصول على المزيد من التجربة والخبرة قبل أن يذهب مرة جديدة الى صناديق الاقتراع. عندما قال نتنياهو بالأمس إنه لا يرغب بانتخابات مبكرة، فهو بالتأكيد ليس الوحيد الذي لا يرغب بذلك.