من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في ضواحي بلدة قلنسوة يجلس يعقوب نصر الله وزوجته نهله عاجزين منذ ستة أشهر، بعد أن غادر ابنهما البكر يوسف 19 عاماً ونصف العام، المنزل وقرّر من دون أن يخبر أحداً اجتياز الحدود إلى الأردن ومن هناك إلى سورية، بهدف الانضمام إلى التنظيمات التي تقاتل نظام الأسد، ومن ضمنها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش. ومن المعلوم أن عدداً من المواطنين الإسرائيليين انضموا إلى الميليشيات المسلحة التي تقاتل في سورية، وبعضهم قتل في المعارك، ويبدو أن نصر الله الإبن وفقاً لمعلومات حصلت عليها العائلة، معتقل لدى أجهزة الأمن الموالية للرئيس بشار الأسد.
•في الفترة الأخيرة كثر الاهتمام بهذه الظاهرة في المجتمع العربي وبدأت تطرح الكثير من الأسئلة، مثل ما هي الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب إلى ذلك؟ وما هي النتائج المترتبة عليها؟ وكيف تحول المجتمع العربي إلى أرض خصبة لمثل هذه الظاهرة، ومن يتحمل مسؤولية معالجتها؟
•عن الأسباب التي تدفع العرب من مواطني إسرائيل للذهاب إلى القتال في دولة غريبة قالت عائلات الشباب الذين انضموا إلى "داعش" إن صور جثث القتلى والأطفال والدمار الكبير في سورية والتي تبثها القنوات الفضائية، أثرت كثيراً في أولادهم. ثمة سبب آخر هو خطب رجال الدين، فاستناداً إلى شخصية تربوية من منطقة وادي عارة ، فإن الخطب يوم الجمعة التي تسمع هناك تشجع الشباب المتحمس على القتال في سورية.
•يرى د. نهاد علي أستاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا أن من أسباب هذه الظاهرة أن حركة الإخوان المسلمين وحليفتها الإيديولوجية في إسرائيل الحركة الإسلامية، تعارضان نظام الأسد. ويبدو أن "الفريسة السهلة" للتجنيد هي من بين الذين درسوا خارج إسرائيل وعانوا العزلة وكانوا على صلة بمؤيدي التنظيم.
•وبينما تنتظر عائلة نصر الله دليلاً على أن ابنها لا يزال على قيد الحياة، تنتظر عائلة أحمد الشوربجي من أم الفحم صدور الحكم على ابنها الذي ذهب إلى سورية في كانون الثاني/يناير من هذا العام ومكث هناك ثلاثة أشهر، قبل أن يندم ويعود إلى إسرائيل. ولدى وصوله إلى مطار بن-غوريون في 20 نيسان/أبريل اعتقلته الشرطة وقوات الشاباك حيث اتهم بالسفر بطريقة غير قانونية إلى دولة معادية والتدرب على السلاح.
•واستناداً إلى التهمة الموجهة إليه فقد خضع الشوربجي خلال إقامته في سورية إلى تدريبات عسكرية واستخدام السلاح الخفيف والرشاشات الثقيلة والقنابل وصواريخ الآر بي جي. واستناداً إلى الشاباك فقد خاض معركتين ضد قوات الأسد، وشارك مع مقاتلي "الجهاد العالمي" في عدد من العمليات في أنحاء شتى من سورية.
•وعلق ضابط استخبارات رفيع على ما يجري في المجتمع العربي قائلاً: "نحن لا نتحدث عن ظاهرة واسعة تحظى بالتأييد، والدليل أن أي عائلة لم تعلن تأييدها العلني لما يحدث. وحتى الأرقام ليست كبيرة، وهذا يفسر عدم اتخاذ إجراءات. وما يشكل عقبة قانونية معينة عدم اعتبار "داعش" تنظيماً إرهابياً"،
وتابع: "نحن ندرس هذه الأمور، لكن لا أستطيع القول إن هذه المشكلة تقلق المؤسسة الأمنية" أكثر من غيرها.