يجب معالجة تدهور الوضع الأمني في القدس الشرقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•260 فتىً فلسطينياً أعمارهم دون الـ18 عاماً اعتقلوا في القدس الشرقية منذ بداية تموز/يوليو بتهمة القيام بأعمال شغب وعنف. وجزء كبير من هؤلاء الفتيان تحت سن الـ15 سنة، بل يمكن أن تجد في مراكز الاعتقال صبيةً لم يتجاوزوا الـ13 سنة. وتثير مراقبة علاقة السلطات والشرطة والنيابة العامة والمحاكم بهؤلاء الأولاد تساؤلات قاسية.

•على سبيل المثال، فإن حظوظ إطلاق صبي فلسطيني متهم برشق حجر على سيارة جيب مدرعة ووضعه رهن الإقامة الجبرية، أضعف بكثير بالمقارنة مع حظوظ ولد يهودي متهم بالتهمة عينها أو بتهم أخطر بكثير. فقد أطلق سراح 11 يهودياً من أصل 12 متهمين بـ"شنق" (“lynch”) شابين فلسطينيين في حي نافيه يعقوب في نهاية تموز/يوليو، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية، على الرغم من أن القسم الأكبر من المتهمين من البالغين، وعلى الرغم من أن التهمة الموجهة ضدهم أخطر، وأن أحد المتهمين له سوابق جنائية وارتكب اعتداءات ذات خلفية عنصرية.

•ويمكن أن نضيف إلى ذلك أنه استناداً إلى شهادات الأهل ومحامي الدفاع، فثمة شكوك في احترام الشرطة قواعد "قانون صغار السّن" عندما يتعلق الأمر بشبان وأولاد فلسطينيين. فعلى سبيل المثال، يعتقل فتيان وحتى صبية في أواخر الليل ويجري التحقيق معهم ساعات طويلة، وفي بعض الأحيان من دون وجود أهلهم. ومن الصعب التخلص من الشعور بأن الجهاز القانوني والقضائي قرر التشدد مع المتهمين من الصغار بدلاً من إصلاحهم على أمل أن يؤدي هذا الأمر إلى تهدئة النفوس، على الرغم من أن النتيجة قد تكون عكسية. واستناداً إلى شهادات أهل وتربويين، فإن الولد الفلسطيني الذي خضع لعقوبة اعتقال استمرت أياماً طويلة، تكون احتمالات عودته إلى استخدام العنف كبيرة جداً.

•لكن الأهم من هذا كله أن تورط الأولاد في العنف يكشف عدم فائدة السياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية. فبعد أكثر من 50 سنة من الاحتلال والنهب والضم والاستيطان- وبعد سنوات من بناء جدار الفصل بين القدس الشرقية والضفة- ظهر في الأحياء الفلسطينية جيل شاب مستعد لدفع الثمن والمخاطرة بمستقبله من أجل التعبير عن إحباطه وغضبه بسبب الظروف الحياتية.

•من السابق لأوانه تقدير ما إذا كانت الأحداث التي نشبت في القدس في بداية الصيف ستتطور إلى انتفاضة مستمرة. لكن مشاركة هذا العدد الكبير من الأولاد في الأحداث يشير إلى أن ما يجري ليس ثورة منظمة موجهة من أعلى، بل هو غضب شعبي ينبع من اليأس من الوضع الراهن. 

 

•إن مواصلة الحكومة وبلدية القدس تجاهل مشكلات القدس الشرقية من خلال رفع شعار "القدس موحدة إلى الأبد"، لن يساعد بالتأكيد في تهدئة النفوس.

 

 

المزيد ضمن العدد 1980