•من المنتظر أن تُستأنف يوم الثلاثاء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق بعيد الأمد على وقف إطلاق النار. لكن خلال شهر كامل لم يحدث أي اتصال بين الطرفين.
•وفي وقت يبدو العالم كله منشغلاً بـ"داعش" وبالخطة الأميركية للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي المخيف، يبدو اللقاء في القاهرة خارج هذا السياق ولا أهمية له. وما يظهر بصورة كبيرة عدم أهميته الخلاف العميق بين الفلسطينيين أنفسهم، أي بين "فتح" و"حماس".
•فقبل يوم من الاجتماع بين أعضاء الوفد الفلسطيني "الموحد"، من المنتظر حدوث اجتماع بين "حماس" وفتح" من أجل تأكيد المصالحة وتأليف حكومة الوحدة. ونظراً إلى أن "فتح" تدرك القوة السياسية المتعاظمة لـ"حماس" في الشارع، فهي تهدد بأنه إذا لم تسر "حماس" في اتجاه الوحدة، فإن الانتخابات لن تجري.
•وفي المقابل، تهدد "حماس" بأنه إذا لم تحل مشكلة الرواتب للموظفين خلال ستة أشهر، ولم تحول مبالغ كبيرة من أجل إعادة إعمار غزة، فإن "حماس" ستعتبر نفسها غير ملتزمة بالتعهدات السابقة وستعود للسيطرة رسمياً على غزة. وبين هذين التهديدين يزداد تدهور الوضع.
•وفي هذه الأثناء، يزداد الاهتمام بظاهرة الهجرة من غزة إلى أوروبا بعد الشهادات التي نشرتها وسائل إعلام عن فلسطينيين غرقوا وهم في طريقهم إلى إيطاليا، مما يزيد من صب الزيت على النار المشتعلة هنا.
•لقد وجهت "فتح" والسلطة الفلسطينية إصبع الاتهام نحو "حماس" بأنها هي المسؤولة عن موت المهاجرين، وكشفتا المبلغ الذي يدفعه هؤلاء المهاجرون إلى خزينة "حماس" من أجل تحقيق حلمهم الأوروبي. وإلى جانب اتهام "حماس" بسرقة أموال السفر، فهي متهمة بالسيطرة على المصارف، وإطلاق الرصاص القاتل على عناصر الحرس الرئاسي الذي، استناداً إلى اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن يقوم بالمحافظة على الحدود. وفي المقابل، تتهم "حماس" "فتح" باعتقال عدد من عناصرها وعرقلة تحويل الرواتب، وبصورة أساسية بالتنسيق الأمني مع العدو – أي إسرائيل.
•إن المفاوضات في القاهرة محكوم عليها بالفشل بسبب المشكلات الداخلية الفلسطينية. من المحتمل جداً أن تمدد المحادثات. لكن الذي سيدفع ثمن حرب الفلسطينيين بين بعضهم البعض هم سكان إسرائيل الذين قد يعودون إلى التعرض إلى إطلاق النار من جديد في حال فشلت المحادثات. لكن على الرغم من ذلك، فإن ارتفاع حرارة الساحة الجنوبية قد يؤدي إلى تبريد الساحة السياسية في القدس، وإلى إسكات الأصوات المطالبة بالانتخابات التي بدأنا نسمعها من كل اتجاه.