•الإنذارات الكاذبة التي سُمعت هذا الصباح في النقب الغربي قد تعود إلى خلل تقني أو تضافر نادر لظروف جوية مثل حال الطقسوالطيور وغيرهما. لكن سماع صفارات الإنذار في مناطق مختلفة أكثر من مرة يتطلب تقصّياً معمقاً لمعرفة ما إذا كان عملاً مقصوداً من جانب تنظيمات الإرهاب في غزة.
من المحتمل جدا أن تكون "حماس" عثرت على طريقة ذكية كي تلمح بواسطتها إلى أنها محبطة، وكي ترسل إشارة تحذير إلى كل من إسرائيل ومصر. وتحليل الأيام الأخيرة يدعم هذا الاستنتاج.
•ففي أول من أمس أُطلق صاروخ نحو المجلس الإقليمي في أشكول، وادعت "حماس" أنها ليست من أطلق الصاروخ بل أحد التنظيمات الفلسطينية المارقة، كما زعمت الحركة أنها أوقفت مطلقي الصاروخ، وأنها تتحادث مع زعماء المجموعات السلفية في القطاع من أجل التأكد من احترامهم وقف إطلاق النار.
لم تصل هذه الأخبار مباشرة إلى إسرائيل بل بواسطة مصر وأطراف أخرى.
•وتدعم المعلومات التي لدى الاستخبارات العسكرية والشاباك صحة ما تقوله "حماس". لكن فور إطلاق الصاروخ أول من أمس على إسرائيل صرّح سامي أبو زهري أمام شاشات التلفزيون أنه ليس على علم بإطلاق صاروخ على إسرائيل، وانتقل فوراً إلى توجيه الاتهامات ضدها بأنها لم تنفذ شيئاً من تعهداتها التي وردت في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر وأنهى عملية "الجرف الصامد".
•يدعي أبو زهري أن إسرائيل لم تخفف من الحصار على المعابر، ولم تقم بأي خطوة إنسانية، ولا وجود لأي مفاوضات بشأن التسوية. وهذا غير صحيح لأن إسرائيل خففت من إجراءات العبور في معبر كرم سالم ومعبر إيريز، ووسعت منطقة الصيد البحري بنحو ستة أميال عن الشاطئ.
•لكن الأكثر أهمية هو عدم وجود أي مؤشر يدل على بدء المفاوضات في 25 أيلول/سبتمبر في القاهرة. فليس هناك حتى اليوم موعد لبدء المحادثات، كما أن عمليات جس النبض التي تجريها مصر مع إسرائيل والسلطة و"حماس" لم تسفر عن موعد. من هنا، فإن "حماس" محشورة وهي بحاجة إلى تسوية كي تقدم إنجازاً إلى المدنيين في القطاع، وللتخفيف بسرعة من ضائقتهم الاقتصادية والسكنية.
•بناء على ذلك، ثمة تقديرات في إسرائيل أن القصف الذي جرى أول من أمس هو بمبادرة من "حماس" وبغض نظر منها ويهدف إلى التلميح لإسرائيل بأنها قادرة على استئناف المعركة في أية لحظة. وجاء الرد في إسرائيل كما كان متوقعاً فالعديد من سكان النقب الغربي قالوا إنهم سيحتفلون برأس السنة العبرية خارج مساكنهم.
•بعد هذا كله سمعنا هذا الصباح انطلاق صفارات الإنذار الكاذبة في مناطق مختلفة أكثر من مرة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن السبب إطلاق نيران خفيفة من القطاع. لكن من يعرف جيداً أجهزة الإنذار يدرك أن نيران الكلاشينكوف لا تطلق هذه الإنذارات. لذا يجب أن نتساءل ما إذا كان الذي تسبب بذلك هو إطلاق صاروخ سقط داخل القطاع، أو قذيفة من عيار صغير نسبياً، أو مدفع مضاد للطائرات.
•إن "حماس" تنظيم ذكي، وقد رأينا ذلك في عملية "الجرف الصمد" وهي تستطيع السير على حبل رفيع حتى النهاية من أجل أن تبعث برسائلها. لكن على الرغم من ذلك، فالحركة مرتدعة وهي لا تريد أن ترجع إسرائيل إلى إطلاق النار وهذا مؤشر جيد.
•ونظراً إلى أن المفاوضات لن تبدأ في الأيام المقبلة وإلى أن إحباط "حماس" سيزداد، فإن الوسائل الاحتياطية التي يتخذها سكان مستوطنات غلاف غزة مبررة.