الهدف الأساسي لنتنياهو هو البقاء في السلطة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•في مقال بعنوان "سقوط نتنياهو الثاني" (نشرته "هآرتس" 4/9) يدعي آري شافيط أن هناك نسختين من نتنياهو: نتنياهو في ولايته الأولى خلال التسعينيات، "زعيم شاب، متعجرف، أيديولوجي ومستعد للمواجهة". وهناك نتنياهو الثاني في ولايتيه الثانية والثالثة، "ناضج، أشيب، براغماتي وحذر". 

•إن الفرضية التي يستند إليها هذا المقال ليست صحيحة. فليس هناك نتنياهو أول ونتنياهو ثان، هناك نتنياهو واحد، والفارق هو فقط في الوسائل وليس في الهدف. والهدف واحد لا يتغير: البقاء في السلطة. إن بنيامين نتنياهو هو رئيس الحكومة الأول في تاريخنا الذي يعتبر البقاء في السطلة هدفاً أساسياً، وليس لديه هدف آخر يتخطى البقاء في الحكم، مثلما كانت خطة الانفصال بالنسبة لأريئيل شارون، وهدف المحافظة على أرض إسرائيل الكاملة لدى يتسحاق شامير.

•إن الفارق بين ولايتي نتنياهو هو فقط في الطريقة التي يحافظ فيها على الحكم. ففي ولايته الأولى اتخذ سلسلة طويلة من الخطوات تسببت بانهيار سريع لحكمه في أيار/مايو 1999، عندما خسر بعد ثلاث سنوات بالضبط على انتخابه الانتخابات أمام إيهود باراك. في أيلول/سبتمبر 1996 قرر افتتاح نفق حائط المبكى - وكان هذا بمثابة خطوة قاتلة تسببت باضطرابات وأدت إلى مقتل 16 جندياً ونحو 60 فلسطينياً، وأثارت شكوكاً كبيرة لدى الجمهور في مدى اتزانه. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1979 قال للحاخام كدوري إن "اليساريين نسوا كيف يكونون يهوداً". كما تشاجر مع جميع وزرائه الكبار، الأمر الذي أدى إلى استقالة وزير الدفاع (يتسحاق مردخاي) ووزير الخارجية (ديفيد ليفي) ووزيرا المال (دان مريدور ويعقوب نئمان). وأدت المعارضة له إلى تشكيل حزب جديد هو حزب الوسط الذي كان الهدف الأساسي لزعمائه الذين كانوا أعضاء في الليكود إسقاط نتنياهو. واستطاع هذه الحزب أن يلحق ضرراً كبيراً في شرعية نتنياهو كرئيس للحكومة.

•بعد سقوطه المدوي، اضطر نتنياهو إلى الانتظار عشر سنوات حتى يستطيع الوصول مجدداً إلى رئاسة الحكومة، وقد أدرك أنه إذا كان يريد البقاء في الحكم، فعليه أن يغير تكتيكه السياسي. توقف نتنياهو عن استخدام اللغة السوقية وتبنى أسلوباً رسمياً، وتعلم كيف يدير وزراءه، وحسّن كثيراً من سلوكه السياسي، وفعل كل ما في وسعه كي لا يتورط في مواجهة عسكرية. ولقد ظل يذكّر مرة بعد أُخرى "بالحربين غير الضروريتين" اللتين خاضهما إيهود باراك وأولمرت. وهو لم يدخل عملية "الجرف الصامد" بقرار واع بل بسبب الوضع النفسي العام للأمة بعد العثور على جثث الشبان الثلاثة المختطفين، فقد كان نتنياهو يعرف جيداً أن الحرب من شأنها أن تلحق الأذى بأغلى شيء في نظره، أي استقرار حكمه.

 

•اليوم وبعد الفشل الذريع لعملية "الجرف الصامد" يبقى هدف نتنياهو هو نفسه: تعزيز مكانته. وفي الواقع، فإن قراره سلب أراضي الفلسطينيين في غوش عتسيون الذي هو خطوة كارثية من جميع النواحي، يأتي في سياق تطلعه نحو هذا الهدف. من هنا، لا وجود لنتنياهو أول وثان وثالث، هناك بيبي واحد: إنه الرجل الذي يبذل كل شيء كي يبقى متمسكاً بالسلطة. 

 

 

المزيد ضمن العدد 1979