داعش لا يشكل خطراً مباشراً على إسرائيل في الأمد القريب
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•عملية القتل الوحشي الجديدة للصحافي الأميركي بالأمس على يد داعش أثارت رعباً عاماً وصل إلى إسرائيل من هذا التنظيم الإرهابي، لكن هذا يجب أن يتوقف. فعلى الرغم من الفظائع التي يرتكبها هذا التنظيم، فهو يتحرك على بعد مئات الكيلومترات من حدودنا، وحتى لو كان أقرب فثمة شك في أنه قادر على مهاجمة إسرائيل وسكانها.

•في نهاية الأمر هذا التنظيم عبارة عن بضعة آلاف من إرهابيين لا رادع لهم يتنقلون على متن شاحنات صغيرة ويطلقون النار من كلاشينكوفاتهم ومن رشاشاتهم. ويقدّر عدد أفراد التنظيم مع الميليشيات التي انضمت إليه بنحو 10 آلاف مقاتل، أي ما يعادل نصف قوة "حماس" العسكرية. وهو على عكس "حماس" الموجودة بالقرب من السياج الحدودي، لا يملك أنفاقاً ولا سلاح مدفعية، وليست لديه القدرة الاستراتيجية على مهاجمة دولة إسرائيل، وليس لديه حلفاء يمكن أن يقدموا له سلاحاً صاروخياً متطوراً. ولا يختلف الخطر الذي يمثله داعش كتنظيم جهادي عالمي على إسرائيل، بصورة جوهرية، عن خطر القاعدة الذي تتعايش إسرائيل معه منذ أكثرلا من عشرة أعوام.

•إذا حوّل داعش اهتمامه من العراق نحو إسرائيل، فإنه سيصبح فريسة سهلة للاستخبارات الإسرائيلية ولطائرات سلاح الجو والسلاح الدقيق الذي يملكه الجيش الإسرائيلي. وفي اللحظة التي سيواجه فيها داعش جيشاً عصرياً سيضطر إلى النزول من شاحناته مما سيقلص قدرته على التحرك في اتجاه إسرائيل. وفي هذه الأثناء، يواجه داعش عدداً كبيراً من الأعداء الآخرين، بعضهم يقف حاجزاً بيننا وبينه، مثل جيوش العراق والأردن ولبنان، وحتى عدوّنا الشيعي اللدود حزب الله.

•إن النجاحات التي حققها داعش ثمرة إعداد طويل جرى في ظل الفراغ الحكومي في العراق، والاعتماد على تأييد السكان المحليين من السنة الذين لهم مصلحة مشتركة ضد الحكم الشيعي في بغداد. بيد أن التخوف من انتشار أيديولوجيا داعش وسط الفلسطينيين ولا سيما الفصائل الأكثر تطرفاً ليس منطقياً. فالإيديولوجيا الجهادية لهذا التنظيم الإرهابي شديدة التطرف إلى حد أنها مرفوضة حتى من جانب القاعدة، ومن الصعب أن تلقى تأييداً في غزة أو في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

•لقد ألّب داعش ضده تحالفاً واسعاً يسعى إلى القضاء عليه وهو يتكون من: روسيا، تركيا، إيران، الميليشيات الكردية (البشمركة)، دول الخليج، السعودية، الأردن، الجيش السوري، الجيش اللبناني، حزب الله وإسرائيل. ويمكن أن نسجل لهذا التنظيم إنجازاً آخر، فقد نجح في إعادة الجيش الأميركي في ظل إدارة أوباما، إلى العراق من جديد. وإلى جانب الضربات الجوية الأميركية التي تجري في هذه الأيام، يعمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري على تشكيل ائتلاف دولي واسع للقضاء عليه.

•بناء على كل ذلك، فإن داعش لا يشكل خطراً على إسرائيل في المدى القريب. وبمعنى من المعاني، فإن صعود هذا التنظيم يقدم لإسرائيل فرصاً استراتيجية للتعاون مع الدول المعنية بالقضاء عليه. فبالنسبة للولايات المتحدة لا شك في أن التعاون الاستخباراتي واللوجستي والدبلوماسي معها سيساعدنا في تحسين علاقات الثقة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي. أما في ما يتعلق بأوروبا، فإن تقديم هذه المساعدة سيذّكر الأوروبيين بأننا في نهاية الأمر نحارب التطرف الإسلامي معاً. أما في ما يتعلق بدول المنطقة، وفي طليعتها الدول السنية المعتدلة، فمن الممكن إقامة علاقات عمل وثيقة بين الأجهزة الأمنية.

•يتمثل الخطر المباشر الذي يمثله داعش على إسرائيل في تحويل الانتباه داخل إسرائيل وفي العالم عن المشروع النووي الإيراني الذي هو الخطر الاستراتيجي الحقيقي على أمن العالم وعلى أمن إسرائيل. 

 

•لذا يتعين علينا على الرغم من مشاهد الفظاعات المرتكبة في العراق وسورية المحافظة على جدول أعمال ذكي والتركيز على الأساسي. فالهدف الاستراتيجي الأكثر أهمية بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي لم يتغير، وهو لا يزال منع حصول إيران على السلاح النووي، والحؤول دون التوصل إلى اتفاق بينها وبين الدول العظمى لا يراقب بصورة صارمة نشاطاتها النووية، ويترك لها القدرة على التحول إلى دولة نووية خلال زمن قصير.

 

 

المزيد ضمن العدد 1968