سبب شعور الإسرائيليين بالمرارة حيال نتائج الحرب في غزة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•يسود كثيرين شعور بالمرارة حيال نتائج عملية الجرف الصامد التي انتهت بعد 50 يوماً من القتال من دون القضاء على "حماس". ويتكوّن هذا الشعور من عنصرين: التقليد اليهودي المتمثل برؤية ربع الكأس الفارغ، والذي تحول إلى خصلة إسرائيلية تدفعنا إلى ألا نرضى أبداً بما لدينا. 

•الفجوة الناجمة عن التوقعات. فقد خُيِّل لكثيرين في مرحلة معينة أن حكومة إسرائيل تنوي إسقاط "حماس"، أو أنه عليها أن تقرر ذلك. 

•لقد شرحت على صفحات هذه الصحيفة أن أمام الحكومة احتمالين بعد تدمير الأنفاق، فهي إمّا أن تختار احتلال معظم مناطق غزة كسبيل وحيد لإسقاط "حماس"، أو أن تواصل إطلاق النار وزيادته حتى التوصل إلى تسوية. وجميع الشعارات الأخرى مثل "قطع رأس الأفعى" و"توجيه ضربات مبتكرة ومفاجئة لحماس" أو "تقوية أبو مازن" وغيرها، جوفاء لا معنى لها إذا لم  يجر شرح كيفية تنفيذ ذلك.

•لقد كان هناك من أراد أن يكون أكثر وضوحاً واقترح "تقطيع أوصال غزة" أو "السيطرة على مراكز التحكّم والقيادة وإنتاج السلاح". 

•لكن هذه الاقتراحات لا تأخذ في الاعتبار خصائص غزة، فتقطيع غزة لن يكون نهاية المطاف وهو سيؤدي إلى عملية واسعة جداً وإلا فلا أهمية له. ومن الواضح أن شمال القطاع ليس مرتبطاً بجنوبه، والتقطيع سيعرّض الجيش الإسرائيلي لهجمات من جميع الجهات. وفي المقابل، فإن "السيطرة على مراكز التحكّم والقيادة وإنتاج السلاح" ليست ممكنة من دون احتلال أغلبية المنطقة المبنية في القطاع.

•منذ اللحظة التي تقرر فيها عدم احتلال غزة، كان يجب التمسك بذلك بحزم والامتناع عن الاستجابة إلى المطالبة بالقيام بعملية برية قد تستقطب الاهتمام والبطولات وتؤدي إلى مقتل المزيد من أعضاء "حماس"، لكنها لن تساهم في تقصير أمد القتال، أو في تحسين شروط انتهائه، بل قد تؤدي إلى العكس من ذلك.

•لقد حرصت إسرائيل على قول الحقيقة وهي أن هدف القتال باستثناء تدمير الأنفاق هو التوصل إلى تسوية قوامها "الهدوء مقابل الهدوء". وعندما اتضح أن لدى "حماس" مطالب كبيرة مثل مرفأ ومطار، قالت دولة إسرائيل أنه مقابل المزيد من المطالب لدينا مطلب تجريد غزة من السلاح. فإذا أرادت "حماس" توسيع أهدافها، فيجب توسيع أهداف إسرائيل أيضاً.

•لا أشعر بالمرارة لأنني فهمت الأهداف التي أرادت إسرائيل تحقيقها، أي توجيه ضربة قوية إلى "حماس" وتدمير الأنفاق الهجومية ورفض أي تغيير في الوضع القائم المتعلق بعلاقتنا مع غزة والقيود التي نفرضها عليها. ومع تحقيق هذا كله، أشعر بالارتياح إزاء النتيجة، لكن ليس لدي أي وهم فيما يتعلق بضرورة البدء بالاستعداد للعملية المقبلة.