الخوف من سلبها لواء القومية العربية وتهميشها اقتصادياً أمام لبنان يجعلان سوريا ترفض السلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•هناك شك كبير فيما إذا كان يمكن التوصل إلى سلام مع سورية. إن اتفاق السلام مع إسرائيل من شأنه أن يسلب سورية هويتها كحاملة لواء القومية العربية وأن يحولها إلى دولة شرق أوسطية هامشية. وسيؤدي اتفاق سلام كهذا إلى ازدهار إسرائيل ولبنان وربما لتعاون اقتصادي بينهما، الأمر الذي يحوّل الجارة الكبرى إلى دولة عديمة الأهمية. وليس هناك سبب يدعو السوريين إلى الموافقة على ذلك.

•مع ذلك ليس في وسع إسرائيل أن تسمح لنفسها بمواصلة القيام بدور الرافض للسلام. وإذا كان السوريون فعلاً غير ناضجين للسلام، ينبغي علينا أن نعرف ذلك، لا أن نخمّنه فقط. يجب أن نفعل كل ما هو ممكن ليس فقط من أجل الوصول للسلام، وإنما أيضاً من أجل منع الحرب.

•الدلالة الحقيقية، التاريخية، لحرب لبنان الثانية هي نهاية فترة 30 عاماً من اللاحرب واللاسلم في هضبة الجولان. والإشارات الصادرة من دمشق ليست إشارات سلام فقط، وإنما هناك إشارات أخرى حول احتمال تفعيل مبدأ المقاومة وتطبيق نموذج "حزب الله" في هضبة الجولان. الجيش الإسرائيلي لا يقدّر بأن سورية ستشن حرباً ضد إسرائيل في السنة المقبلة، لكن مصادر رفيعة المستوى فيه تقدّر بأننا نقف على مفترق طرق. وإذا لم يكن هناك مسار سياسي فلن يكون هدوء، بل سيحصل تصعيد، ومن شأن التصعيد أن يتدهور إلى حرب.

 

 

المزيد ضمن العدد 116