•يصارع عمير بيرتس من أجل حياته السياسية مثل مريض يعاني حالة صعبة، والسؤال ما عاد هل أن نهايته قريبة وإنما متى تحين هذه النهاية، ولذا فإن موعد الانتخابات الداخلية مهم لبيرتس، ليس لجهة احتمالات نجاحه في أن ينتخب مجدداً لرئاسة الحزب، وإنما لجهة ما بقي عليه أن يفعله حتى ذلك الموعد.
•بيرتس لم يخسر أمس في مركز "العمل". والتسوية التي وافق عليها (تنصّ على إجراء انتخابات لرئيس الحزب في 28 أيار/ مايو 2007) أنقذته، فقد حصل على التمديد الذي رغب فيه لمدة شهر ونصف الشهر، من أجل تجنيد منتسبين جدد إلى صفوف الحزب (ينتهي تسجيل المنتسبين في 31 كانون الأول/ يناير 2007).
•عمير بيرتس يحتاج منتسبين جدداً لأن مؤيديه القدامى الذين مكنوه من هزيمة شمعون بيريس قبل عام تبخروا. وخطأ بيرتس الكبير هو اعتقاده أن في وسعه النجاح في تجنيد منتسبين آخرين. وبالتالي فهو يأمل بتجنيد 50 ألف عضو جديد للحزب في الوقت المتبقي أمامه. وإذا كان هذا هو ما يفكّر فيه فعلاً، فلا يمكن على ما يبدو قتل الغرور حتى لدى من يبدو جثة سياسية هامدة.
•ثمة أسئلة ينبغي أن تقلقنا أبعد من الوضع القائم في حزب "العمل"، ومنها مثلاً: كيف ينوي وزير دفاع، في وضعية بيرتس ومكانته، أن يواصل أداء المهمات الصعبة المنوطة به والاستعداد في الوقت نفسه للانتخابات الداخلية في حزبه؟ كيف ينوي معالجة تجنيد قوات الاحتياط بينما جميع جهوده منصبّة على تجنيد منتسبين جدد لحزبه؟ كيف سيستعد للحرب المقبلة بينما الحرب الوحيدة في نظره الآن هي التنافس مجدداً على رئاسة حزب "العمل"؟ وبكلمات أخرى، كيف سيقاتل دفاعاً عن حياتنا في وقت يحارب فيه من أجل حياته السياسية؟