اشتباكات بين حماس وحرس الحدود المصريين بعد منع إسرائيل هنية إثر بلاغ أميركي من دخول غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

سُمح لرئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية مساء أمس بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بعد تأخير استمر أكثر من سبع ساعات. لكن هنية أُجبر على ترك حقائب في مصر تحتوي مبالغ نقدية تزيد على الثلاثين مليون دولار كان جمعها لمصلحة حماس خلال الجولة التي قام بها على إيران وبلدان عربية. وقد عرقلت إسرائيل دخول هنية بناء على مبادرة من الولايات المتحدة. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن إسرائيل ستتصرف على هذا النحو أيضاً في المستقبل ضد كبار قادة حماس الذين سيسعون للإلتفاف على المقاطعة الاقتصادية المفروضة على السلطة. وأثارت الأزمة أمس ردات فعل عنيفة في القطاع بلغت ذروتها بإصابة 15 فلسطينياً في معركة جرى فيها تبادل إطلاق النار مع قوى الأمن المصرية على طول الحدود. كما قتل حارس هنية الشخصي وجرح عدد من مرافقيه، بينهم ابنه عبد السلام ومستشاره السياسي أحمد يوسف، اللذان جرحا جراء إطلاق النار على موكب رئيس الحكومة. وبلغ مجموع عدد الجرحى في تبادل إطلاق النار الذي وقع بين أعضاء حماس وفتح، وكذلك مع رجال الأمن المصريين، نحو 25 شخصاً. وأمس أُطلقت أربعة صواريخ من طراز قسام على النقب الغربي وسقط أحدها على سديروت. 

وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلقت ظهر أمس بلاغاً من الولايات المتحدة بشأن قدوم هنية ومعه الأموال. وقرر وزير الدفاع عمير بيرتس إغلاق المعبر لمنع هنية من الدخول. وفي موازاة ذلك جرت اتصالات حثيثة تخللتها وساطة مصرية في محاولة لإنهاء الأزمة. وبعد بضع ساعات تم التوصل إلى تسوية، وبناءً عليها تركت الأموال مع عضوين من حماس في العريش وسُمح لهنية بالعودة إلى القطاع. وجرى التوصل إلى التسوية بعد اتصالات هاتفية بين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان وديوان رئيس الحكومة إيهود أولمرت ومكتب وزير الدفاع عمير بيرتس. وشاركت الولايات المتحدة أيضاً، أَكان ذلك في الاتصالات بشأن إغلاق المعبر أمام هنية أو في صوغ التسوية. 

وأدت الأزمة إلى اندلاع حوادث شغب عنيفة في القطاع ولا سيما حول رفح. وفي الساعة الرابعة بعد الظهر اقتحم المعبر مئات من الفلسطينيين وبينهم عشرات من أعضاء حركة حماس، وتبادلوا إطلاق النار مع حرس الرئاسة (القوة 17) الذي يتولى المسؤولية عن أمن المعبر، وجرح في الاشتباكات ثلاثة ناشطين من حماس. وفي موازاة ذلك نسف أعضاء حماس الجدار الحدودي مع مصر، وأحدثوا فيه ثغرة. ونشب تبادل لإطلاق النار جرح خلاله 15 فلسطينياً. 

وأُطلقت أمس، على خلفية التوتر في القطاع، أربعة صواريخ من طراز قسام على منطقة سديروت، وسقط أحدها في البلدة وتسبب في وقوع أضرار. وفي ساعات الصباح سقط صاروخ على أحد كيبوتسات النقب الغربي وأسفر عن وقوع أضرار، لكن لم تقع إصابات.

وفي الضفة الغربية قتل أمس فلسطينيان. ففي نابلس قتل مطلوب من كبار مسؤولي حركة فتح في تبادل لإطلاق النار مع قوة تابعة لحرس الحدود، وأصيب مطلوب آخر بجروح بالغة. وقتل أحد سكان قرية كفر الديك عندما حاول إلقاء حجر على بعض الجنود.