العرب يتطلعون لتسوية حدود سياسية مع إسرائيل وليس لاعتراف بشرعيتها الخلقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•نادراً ما تراكمت في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي علامات كثيرة إلى هذا الحد على ما يبدو كأنه تناقض في السعي لتسوية بين العالم العربي المتلهف لها وبين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، اللتين تتمنعان عن الاستجابة. إن مبادرة السلام العربية (السعودية)، التي انضمت إليها دول كسورية وليبيا أيضاً، ودعوات بشار الأسد المتكررة إلى استغلال نافذة فرص التسوية، وتوسلات أبو مازن لعقد لقاءات ذات مضمون سياسي، ودعوات الجامعة العربية مجلس الأمن إلى تبني مشروع السلام السعودي، تشكل مجتمعةً انقلاباً لا سابقة له في الموقف العربي الشامل من مسألة السلام مع إسرائيل.

•لم أؤمن في أي يوم من الأيام بسلام دافئ بيننا وبين العالم العربي، أو بأحلام الاندماج الودي لإسرائيل في "الشرق الأوسط الجديد". السلام، إن أتى، سيكون بارداً ومتوتراً لسنوات عديدة. إن تطلع الأنظمة العربية إلى تسوية مع إسرائيل ليس دعوة إلى الاعتراف بالشرعية الخلقية للدولة اليهودية، وإنما هو دعوة إلى تسوية متعلقة بالحدود السياسية معها. إنه إجابة عن حاجة سياسية، عن ضرورة استراتيجية. لا يجري الحديث عن إنهاء الصراع الأيديولوجي مع الحركة الصهيونية، وإنما عن تعيين حدود متفق عليها. يجري الحديث عن سلام لا عن حب.

• إذا لم نستغل نافذة الفرص الضيقة التي فتحت أمامنا، في الوقت الذي نجمد كل شيء لمصلحة الصراع ضد القنبلة الإيرانية، فمن شأننا أن نجد أنفسنا أمام دبابات إمبراطورية شيعية- إيرانية تمتد من العراق حتى الحدود السورية. على إسرائيل أن تكون مستعدة لتقديم إجابات عن الأخطار التي تتراكم على بابها، بما في ذلك التسلح النووي الإيراني. لكن قبل أن نسارع إلى قصف المنشآت النووية للقوة العظمى الشيعية الصاعدة - وهذا أمر نتائجه العملانية غير واضحة على الإطلاق ـ علينا أن نبدأ بإقامة حاجز سياسي أمام التوسع الإقليمي الخطر لنظام آيات الله في طهران.

 

•يوجد في المنطقة حلفاء لنا في هذا الموضوع. غير أن هذا الحلف المستتر لا يمكنه الصمود لفترة طويلة أمام الأمواج الهادرة للصراع العربي- الإسرائيلي؛ الأمواج التي تركبها إيران براحة كبيرة. إن حل الصراع العربي- الإسرائيلي يشكل حجر الأساس في حلف المعتدلين في الشرق الأوسط.