ماذا جرى في رفح؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في رفح نهاية الأسبوع تتطلب تحقيقاً جذرياً وشاملاً. فالشك بأن الضابط من فرقة غفعاتي، الملازم هدار غولدِن، قد خُطف وأُسر دفع قادته إلى استخدام "إجراءات هنيبعل" المعدّة لإحباط عمليات الخطف، والتي تُرجمت بقصف مكثف للأحياء السكنية في رفح. وقتل من جراء هذا القصف في نهاية الأسبوع فقط، من 130 إلى 150 فلسطينياً بينهم الكثير من النساء والأطفال.

•واستمر القصف حتى بعد إعلان الجيش مقتل غولدِن، وقصفت أول من أمس مدرسة تابعة للأونروا لجأ إليها آلاف اللاجئين، مما أدى إلى مقتل عشرة منهم. في هذه الأثناء ما يزال الجيش يحقق في هذه الحادثة. وكان الفلسطينيون تحدثوا قبل ذلك عن حادثتين أخريين قتل خلالهما تسعة أفراد من أبناء عائلة واحدة، وثمانية من عائلة أخرى بنيران مدفعية الجيش الإسرائيلي. يتحدث سكان رفح عن وقوعهم وسط فخ من النيران حين أخذ الجيش يقصف المنازل ويهدمها على رؤوس ساكنيها من دون تمييز. وعندما حاول هؤلاء الفرار من المنازل تعرضوا للقذائف وهم في الشوارع.

•تبدو التقارير والصور من رفح قاسية، وقد استخدمت وزارة الصحة الفلسطينية برادات الخضار من أجل حفظ جثث القتلى بعد نفاد الأماكن الخاصة بذلك في المستشفيات. وحتى الجيش الإسرائيلي يعترف بأن استخدام "إجراءات هنيبعل" كان عنيفاً وأدى أكثر من أية مرة ماضية إلى سقوط أبرياء.

•يفسر الجيش وقوع عدد كبير من القتلى في عملية رفح بأنه عائد إلى الحاجة إلى عزل المنطقة ومنع هرب الخاطفين مع الجندي الأسير حتى يتضح مصيره. لكن على الرغم من ذلك، يعترف الجيش بأن القصف استمر بعد العثور على أدلة تشير إلى مقتل غولدِن، ورداً على عناصر "حماس" الذين حاولوا الرد على النار.

•من واجب إسرائيل الأخلاقي أن تدرس ما الذي حدث في رفح بدقة. ويجب أن يتضح ما إذا كانت رئاسة الأركان والقيادة السياسية على علم بما كان يحدث وقت إطلاق النار الكثيف على الأحياء السكنية ونتائجها المأساوية، وهل كانتا على علم بقوة الهجمات على رفح بعد إعلان مصير الملازم غولدِن. 

•لقد أدانت الإدارة الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة بشدة قصف المدرسة. وقد وصف بان كي مون هذا القصف "بالعمل الإجرامي والفضيحة الأخلاقية". لكن من دون أي علاقة بالمطالبة الدولية في التحقيق بالشكوك في وقوع جرائم حرب، يتعين على الجيش الإسرائيلي والطبقة السياسية في أعقاب الأحداث في رفح إعادة النظر في استخدام "إجراءات هنيبعل" ومسؤوليتها عن الضرر الإنساني غير المحتمل الذي لحق بالسكان الأبرياء.