•ما هو السبب الحقيقي الذي يمكن أن يجعل "حماس" تقبل الشروط المصرية لوقف النار أو تدخل أبو مازن المتهم بإسرائيليته أكثر من أي سياسي عربي آخر؟ وما الذي حدث بالضبط لـ"حماس" خلال الأيام الثمانية لعملية "الجرف الصامد"؟ وهل استطعنا إرباك "حماس"؟ هل كبدناها خسائر كبيرة على صعيد القيادات والخبراء؟
•لن توافق "حماس" على وقف النار إلا بأحد هذين الشرطين: التوصل إلى اتفاق يسمح لها بإعادة بناء قوتها العسكرية والسياسية بحيث تكون مستعدة للجولة الثانية حين تشاء؛ والشرط الثاني هو إذا أدركت أن الضربة التي لحقت ببنيتها البشرية التحتية لن تسمح لها مستقبلاً بالدخول في معركة ضد إسرائيل، وأن قدراتها الحالية على الحكم معرضة للخطر.
•ونظراً إلى أن الشرط الأول غير وارد في الرؤية الإسرائيلية المستقبلية، فمن الواضح لي أن عملية برية ذكية ومدروسة جيداً تعرف كيف تضرب مراكز ثقل القوة العسكرية "لحماس" وبنيتها البشرية التحتية، هي وحدها التي تؤدي إلى وقف طويل لإطلاق النار.
•إن القبة الحديدية التي يدين قسم كبير منا بحياته لها، ووسائل التحصين وتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، سمحت لدولة إسرائيل بتأمين دفاع لا مثيل له. لكن لا يمكن الانتصار أو إخضاع العدو بواسطة الدفاع. لقد سعينا بنجاح إلى إخافة أنفسنا من عملية برية قد ندفع ثمناً دموياً باهظاً لها. وهذا صحيح، فالمهمة ليست بسيطة. لكن البديل عنها أسوأ بكثير. وفي الواقع، فإن قدرات الجيش الإسرائيلي وقدرات جنوده وضباطه تسمح بخوض حرب أطول قليلاً من "ضربة واحدة وينتهي الأمر". ولا تستطيع "حماس" خوض معركة لوقت طويل.
•إن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق في المستقبل المنظور. لذا، وانطلاقاً من الإحباط والقلق الحقيقي على المستقبل، يتعين علينا الحؤول دون نشوء "ثلاث دول لشعبين". وفي الواقع، فإن رفض "حماس" الالتزام بوقف النار يمنح إسرائيل فرصة فريدة للتعاون مع العالم العربي الذي يكره "حماس" أكثر مما يكره إسرائيل.
•لقد استنفدت العمليات الجوية نفسها. دمّرت آلاف المنازل والمخازن والأنفاق في قطاع غزة، لكن جميع هذه الأشياء يمكن استبدالها، في حين لا بديل لقادة "حماس" وخبرائها، وهؤلاء هم من يجب أن نهاجمهم. لذا، يجب على الجيش الإسرائيلي بمساعدة الأجهزة الاستخباراتية الذكية، استخدام قدراته البرية من أجل مطاردتهم. ويجب أن تكون عملية "الجرف الصامد 2" عملية حسم تؤدي إلى ردع يدوم سنوات طويلة.