•دعا كبار قادة تنظيم داعش عبر رسالة فيديو، جنود الجيش الأردني وأفراد الشرطة وأجهزة الأمن في هذا البلد إلى عدم محاربتهم والانضمام إلى التمرّد السلفي. وفي الوقت عينه هددوا بأن يقضوا بقسوة على كل من يحاربهم.
وأعلن هؤلاء القادة عبر الرسالة عينها: "لقد انتصرنا على أميركا في أفغانستان والعراق وسائر الدول الإسلامية، وها نحن في طريقنا نحو الأردن". وأضافوا: "إذا كنا قد انتصرنا على أميركا، فإننا سننتصر أيضاً على الكفرة الذين يؤيدونها".
•ويصف رجال داعش العاهل الأردني بأنه "طاغوت" أي شيطان مضلل، وهدفهم الواضح يتمثل بإسقاط نظامه. والسؤال الرئيسي المطروح الآن هو: هل سيؤيد رؤساء القبائل البدوية في الأردن الملك عبد الله الثاني الذي لا يحبونه كثيراً لأسباب كثيرة منها تأييده للولايات المتحدة مثلاً؟.
•إن ما يمكن قوله في هذا الشأن هو أن قادة داعش يبذلون في الوقت الحالي جهوداً كبيرة لإقناع رؤساء القبائل البدوية في الأردن بالتخلي عن تأييدهم للملك، كما عملوا بنجاح مع رؤساء القبائل السنية في العراق. والهدف من وراء ذلك هو ألا يحاربها الجيش النظامي الأردني كما ترك معظم الجيش العراقي المعركة لأسباب قبلية وطائفية.
•إن ذلك كله يعني أن مشكلات عويصة تقترب أكثر فأكثر من مملكة الأردن التي تجتاحها أصلاً عاصفة إسلامية متطرفة. ومعروف أن البريطانيين أقاموا هذه المملكة بغرض اقتطاع أراض من مساحة الدولة اليهودية الموعودة، وها هو داعش يعود ويذكّر بأنه لا يوجد كيان يسمى الأردن ولم يكن كيان كهذا في التاريخ قطّ. ومن وجهة نظره يفترض أن تكون هذه المملكة جزءاً من الخلافة الإسلامية الضخمة التي يتطلع لإقامتها في المنطقة كلها.
•إن حدود إسرائيل مع المملكة الأردنية هي الأطول والأكثر اختراقاً. وقد أفضت أوهام "السلام" بكثيرين في إسرائيل إلى اعتقاد أن الهدوء في هذه الحدود سيبقى إلى الأبد، وبأن النظام الهاشمي هناك باق هو أيضاً إلى الأبد. لكن حينما ننظر صوب دول أقوى انهارت، ندرك أن الأردن في ورطة.
•بناء على ذلك ومثلما أننا ننأى بأنفسنا عن نار الطائفية الهوجاء في سورية، يتعين علينا أن نفعل الأمر نفسه بالنسبة إلى الأحداث التي قد تصل إلى الأردن. ومع أن وقت إقامة جدار أمني على طول الحدود الشرقية [مع الأردن] على غرار الجدار الأمني على طول منطقة الحدود مع مصر، قد حان منذ زمن، إلا إنه لم يفت بعد. ولا بُد من البدء بإقامته الآن من الجنوب والشمال من جراء التهديدات المتوقعة التي تشمل تدفق موجات كبيرة من اللاجئين و"الإرهاب" والوسائل القتالية وفرق السلفيين.
•كما يجب أن ندرك جيداً حجم الخطر الوجودي الكامن في مطلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن يُسلم غور الأردن إلى أيدٍ عربية. في حال حدوث ذلك، فإن داعش سيصل إلى هناك سريعاً ومن هناك سينتقل إلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وإلى وسط إسرائيل.
•على إسرائيل أن تفعل الآن عكس ما يطلبه كيري، أي إغلاق منطقة الحدود مع الأردن بواسطة جدار أمني يشمل منطقة غور الأردن أيضاً، وإقامة سلسلة مستوطنات لشباب طلائعيين عسكريين والاستيلاء على المنطقة باعتبار ذلك خطوة أمنية. ومن الواضح أنه يجب تعزيز الاستيطان اليهودي هناك كما في منطقة العربة وغور بيسان.
•إن ما يتبين الآن هو أن "الربيع العربي" ربيع جهادي يعود إلى القرون الوسطى، ويتسبب بحل دول وأنظمة حكم وحدود. وعلينا الاستعداد لكل ما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر وتهديدات.