من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يتعين علينا تهنئة رؤوفين ريفلين لانتخابه رئيساً عاشراً لدولة إسرائيل، ويمكن القول إن ريفلين الذي شغل منذ سنة 1988 عدة مناصب برلمانية بينها نائب رئيس الكنيست وكان وزيراً للاتصالات، اختيار موفق لهذا المنصب.
· صحيح أنه لا يتمتع بالهيبة والمكانة الدولية للرئيس المنتهية ولايته شمعون بيرس، وبالتالي فإن تأثيره على هذا الصعيد سيكون محدوداً، لكن أمام الرئيس الجديد مهمة بالغة الأهمية هي إنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية من القوى التي تهدد بالقضاء عليها. ويجب أن يشكل هو ومؤسسة الرئاسة حاجزاً رمزياً وفعلياً ضد القومية والعنصرية واضطهاد الأقليات.
· منذ سنوات يدعو ريفلين إلى الشراكة بين المواطنين اليهود والعرب. واليوم يجب أن يعطي مضموناً للتصريحات التي أدلى بها عندما كان نائباً لرئيس الكنيست عندما قال سنة 2009: "في الطريق نحو بناء شراكة حقيقية، يجب التغلب على عدم المساواة في الفرص والموارد التي يعاني منها القطاع العربي.. وعلينا أن نوجه ميزانيات أكبر إلى القطاع العربي كي يكون متساوياً مع البلدات اليهودية.. كما يتوجب اتخاذ خطوات ايجابية في التعليم العالي وفي الوصول إلى الوظائف العامة.. فالشراكة الحقيقية بين اليهود والعرب في إسرائيل حاجة وجودية".
· كما يتعين على ريفلين إبداء تحفظه بصوت واضح ضد الموجة القومية المعادية للديمقراطية التي تميز الكنيست الحالي. وبوصفه رئيساً "لكل الشعب"، من واجبه أن ينتقد علناً القوانين التي تضطهد الأقليات والهادفة إلى إسكات الانتقادات ضد سياسة الحكومة الحالية، التي تسعى إلى قمع وطمس الجهات الحريصة على الدفاع عن حقوق الفرد في إسرائيل.
· ينتمي ريفلين إلى الجناح اليميني في الليكود، فقد عارض الانفصال عن غزة ودعم المستوطنين في الخليل. وفي مقابلة مع أري شافيط ("هآرتس" 2007) قال: "أنا أؤمن بما قاله جابوتنسكي.. لن يتحقق السلام إلا إذا كانت أرض إسرائيل كاملة". لكنه في هذه المقابلة أوضح: "أنا شخص واقعي، أعرف أن اتفاق أوسلو وُقّع وأن السلطة الفلسطينية أصبحت موجودة". وعندما سئل ماذا سيفعل لو كان رئيساً إذا قررت الحكومة إخلاء 50 مستوطنة أجاب: "أتوجه إلى المستوطنين وأجلس معهم وأبكي معهم، لكنني سأقول للأصدقاء: هذا قرار حكومة إسرائيل وهو قرار ديمقراطي، ولا خيار آخر لنا".
· بالأمس أنهى ريفلين خطاب النصر بالقول "تحيا الديمقراطية الإسرائيلية، تحيا دولة إسرائيل". وفي الواقع، فإن الحفاظ على الصلة الأساسية بين إسرائيل كدولة ديمقراطية بكل ما في الكلمة من معنى وبين استمرار وجودها، سيكون المهمة الأساسية للرئيس.