· ما الذي دفع رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، إلى أن يطرح اقتراحه بشأن البدء بمفاوضات سلام على رئيس حكومة لبنان، فؤاد السنيورة، رغم أنه فعل ذلك قبل فترة وقوبل بالرفض؟ هل هي السذاجة السياسية؟ أم أنه سعى لكي يخلق لنفسه صورة مناصر للسلام؟ يمكنني التقدير أن أولمرت لم يوجّه اقتراحه إلى بيروت بعد نقاش معمق في ديوان رئيس الحكومة، لأنه لو كان جرى نقاش كهذا بمشاركة خبراء، لكان أولمرت أدرك أن اقتراحه سيرفض بالتأكيد.
· كم أن عالمنا مقلوب رأساً على عقب، فإن دولة قصفناها لمدة 33 يوماً نواصل قصفها باقتراحات صداقة، رغم أنها غير ناضجة لذلك البتة. وفي مقابل ذلك نتجاهل بعناد جارتها، التي يرسل رئيسها دعوات سلام باتجاهنا صبح مساء. يمكن الظن أن من الأسهل على القيادة الإسرائيلية أن تصنع سلاماً مع لبنان لأنه لن يتم هناك التخلي عن أراض عزيزة علينا. أو أن السبب أن أحداً لم يدرس "ملف لبنان" بما فيه الكفاية.
· تصرّ إسرائيل، تماماً مثلما هو حاصل في الحالتين الفلسطينية والسورية، على عدم الإنصات إلى الأصوات الداخلية في لبنان. وهي تحاول أن ترغم جيرانها على فعل ما ترغب فيه وتصمّ أذنيها عن ضائقتهم الشديدة. يجب أن يعلم أولمرت أن السنيورة ليس موظفاً عندنا. فيا إيهود، دع السنيورة وشأنه! إنه زعيم حسّاس ومعتدل ومناصر للسلام ويرغب في قرارة نفسه في التفاوض معك، لكن في ظروف لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2006 فإن ذلك لا يزال خطاً أحمر.