· على ما يبدو من تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة حول إيران، فإننا بإزاء سياسة وليس مجرّد تصريحات عفوية. وهي سياسة تمتنع من تصعيد المواجهة السياسية ومن فرض العقوبات، وتعود إلى المغازلة الدبلوماسية الأوروبية التي منيت بفشل ذريع.
· منذ إسقاط نظام صدام حسين تستثمر إيران جهداً هائلاً وناجحاً في تعزيز تأثيرها السياسي والاستخباراتي والعسكري في العراق... وإيران مستعدة لأن تجعل العراق مستقراً تحت تأثيرها، وأن توفّر للولايات المتحدة الظروف لخروج منظم منه. غير أن ثمن ذلك هو التسليم بالبرنامج النووي الإيراني، ليس تسليماً معلناً، وإنما تسليم عن طريق القبول بالمماطلة الإيرانية، وتمييع فكرة العقوبات، وإدارة حوار عقيم ومستمر.
· من شأن ذلك أن يؤدي إلى انتصار مطلق للسياسة الإيرانية، القائمة على أساس استعمال الإرهاب في العراق كأداة لتحقيق هدفين استراتيجيين بالغي الأهمية هما: هيمنة شيعية موالية لإيران في العراق، والحصول على سلاح نووي.
· يتوجب على إسرائيل أن تجري حساباتها في هذه المعادلة. إذا ما كنا على عتبة تغيير للسياسة في واشنطن فهذا يعني أن من المحتمل أن نجد أنفسنا وحدنا في مواجهة التهديد الإيراني المتعاظم. والوقت يلحّ علينا أن نعد العدّة لذلك.