تأخير الانسحاب لاستيضاح جملة أمور وسوريا وإيران تعيدان بناء "حزب الله"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، خلافاً للتقديرات التي أدلى بها أول أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه يتبين أن آخر جنود الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من مغادرة لبنان قبل عشية رأس السنة [العبرية]، الذي يصادف غداً. وفي حديث مع مراسلين عسكريين جرى في مكتبه بتل أبيب قال حالوتس إنه لا يزال هناك عدد من المسائل التي يجب حلها مع الأمم المتحدة والجيش اللبناني، ولذا فمن المتوقع أن يتأخر الانسحاب بضعة أيام. ويبدو أن الأمر يتعلق، من جملة أمور أخرى، ببلورة الخرائط التي ستنتشر بموجبها مواقع الجيش اللبناني في المنطقة، وبتعريف مسألة ما الذي سيعتبر انتهاكاً للترتيب الجديد في المنطقة بعد الانسحاب. وأعرب حالوتس عن أمله بأن يستكمل الانسحاب خلال الأسبوع القادم، بعد رأس السنة. وأمس جرى في تل أبيب لقاء تنسيق بين مندوبي الجيش الإسرائيلي ومندوبي قوة يونيفيل.

وكان القائد الفرنسي لقوة يونيفيل بجنوب لبنان، الجنرال ألان بلغريني، قد أعلن أمس (هآرتس، 20/9/2006) أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة "يجري على ما يرام".

وأقر البرلمان الألماني أمس بأغلبية كبيرة إرسال ثماني سفن حربية إلى الشواطىء اللبنانية، حيث ستعمل في إطار القوة المتعددة الجنسية لمنع تهريب الأسلحة.

وفيما يتعلق بالحرب قال حالوتس (يديعوت أحرونوت، 20/9/2006) إن الجيش الإسرائيلي على علم بمقتل 650 عنصراً من حزب الله خلال الحرب، مع أن هذا الرقم غير نهائي. وذكر أنه على الرغم من الإصابة البالغة التي لحقت بالحزب، خاصةً في كل ما يتعلق بموقعه الاستراتيجي والحوار الدائر بشأنه الآن في لبنان، لم تمس قدرة السيطرة والقيادة لديه، وكذلك منظومة الصواريخ القريبة المدى.

ورداً على سؤال عما إذا كان في نية الجيش الإسرائيلي ضرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال مهرجان النصر الذي ستقيمه الميليشيا الشيعية في الضاحية الجنوبية يوم الجمعة، قال حالوتس: "لن أجيب عما إذا كان لا يزال مستهدفاً. لا أستطيع أن أقول ماذا سيكون مصيره، لكن مصيره لن يكون مرهوناً بنا".

وفي سياق حديثه ذكر رئيس الأركان أن الإيرانيين يحاولون إعادة تأهيل حزب الله: "كما تبدو الأمور اليوم فإن الإيرانيين والسوريين وضعوا إعادة تأهيل حزب الله هدفاً لهم، سواءً على صعيد المساعدات العسكرية أو المدنية ـ الإعمارية التي تهدف إلى ترميم الدمار في لبنان. وفي هذا الموضوع هناك في الواقع سباق بين الإيرانيين الذين يرسلون الأموال، وبين الحكومة اللبنانية التي تريد تنفيذ الخطوات نفسها. وبالنسبة إلينا من الواضح أن من الأفضل أن يعالج لبنان هذا الموضوع ويتحمل المسؤولية، لأن السيادة تساوي المسؤولية، والعكس صحيح".