على إسرائيل الدفع عند المواجهة الأميركية الإيرانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      منذ انتهاء الحرب في لبنان تجري الدبلوماسية الإقليمية في مسارين، لا صلة بينهما ظاهرياً. الأول يتمحور حول إيقاف البرنامج النووي الإيراني، والثاني يتمحور حول تجديد المفاوضات على أساس "مناطق سلام" بين إسرائيل والعرب.

·      إسرائيل تبتعد عن المسار الأول. إذ يذكر قادتها، بين الفينة والأخرى، التهديد الوجودي من طرف إيران، لكن نظرا لانشغالهم بصراع البقاء سياسياً فإنهم يخصصون له القليل من الوقت.

·      احتمال تجديد العملية السياسية، المطروح في القاهرة ودمشق وغزة، أشعل نقاشاً داخلياً في إسرائيل. ثمة من يريد التفاوض مع الفلسطينيين (تسيبي ليفني) ومع السوريين (عمير بيرتس وآفي ديختر) ومع اللبنانيين (أولمرت) ومع الجميع (يوسي بيلين)، وثمة من لا يريد التفاوض مع أي من هؤلاء (بنيامين نتنياهو). ويجري النقاش، مثلما في الماضي، كما لو أن كل الأوراق في أيدينا. ويسهم في هذا الشعور بأن الحرب على لبنان والمعارك في غزة وضعا حداً للانسحابات من المناطق.

·      لكن الواقع الإقليمي أكثر تعقيداً، وكلما أمعنت الولايات المتحدة في الدخول في طريق يؤدي إلى مواجهة مع إيران ستقوى أيضاً المطالبة بانسحاب إسرائيل من المناطق. صحيح أن إسرائيل تدعي أن إيران هي "مشكلة العالم وليست مشكلتنا فقط"، لكن التجربة تعلمنا أنه لا توجد وجبات مجانية. وفي كل مرة نشطت فيها أميركا في المنطقة واحتاجت إلى شرعية عربية فإنها طالبت إسرائيل بمقابل ما... هذا ما حصل عندما عقد مؤتمر مدريد في 1991 بعد حرب الخليج الأولى، وعندما طرحت خارطة الطريق في 2003 خلال حرب الخليج الثانية.

·      بعد غد سيزور القدس رئيس حكومة بريطانيا طوني بلير، الذي ربط غزو العراق بنش خارطة الطريق لدولة فلسطينية. ومن المثير معرفة ماذا سيكون لديه ليقوله عن الصلة الدقيقة بين نزع السلاح النووي الإيراني وبين إنهاء السيطرة الإسرائيلية على المناطق.