من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الأخبار الجيدة عن حدوث تقدم ملحوظ في اندماج الأقليات في نسيج المجتمع الإسرائيلي، كما الأخبار السيئة التي تنقل حوادث التخريب العنصري ضد العرب [في إسرائيل]، هي أكثر أهمية من النقاش العقيم الدائر حول مَن يتحمل مسؤولية انهيار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ذلك بأن قدرة اليهود والعرب على التعايش بسلام في دولة إسرائيل هي التي ستحدد مستقبل إسرائيل قبل أي شيء آخر. فعندما يتساوى اليهود والعرب في حقوق المواطنة وواجباتها، وفي تكافؤ الفرص، فإن السلام سيعمّ الدولة، وسيصبح في الإمكان إحراز تقدّم نحو تحقيق السلام مع دول الجوار.
· إن عدد الشبان العرب الذين يتطوعون للخدمة الوطنية يزداد من عام إلى آخر، وهو يشمل مسلمين ونصارى، بدواً من الجنوب وعرباً من الشمال. وقد ارتفع هذا العدد من 100 متطوع قبل عشرة أعوام إلى 3000 متطوع في العام الماضي، مسجلاً زيادة بنسبة 76% قياساً بالعام السابق له. كما أن أكثرية المتطوعين العرب للخدمة الوطنية هي من الفتيات. علاوة على ذلك، فإن عدد الشبان العرب الذين يتطوعون للخدمة العسكرية لثلاثة أعوام آخذ في الازدياد، وقد لفت الانتباه هذا العام تزايد عدد المسيحيين الذين تطوعوا للخدمة في الجيش الإسرائيلي، والتشجيع الذي تلقّوه من المطران جبرائيل نداف الأورثوذكسي، وثمة نحو 100 شاب مسيحي أخذوا يتطوعون سنوياً للخدمة في الجيش الإسرائيلي في الأعوام الأخيرة، والعدد آخذ في الازدياد: إذ تطوّع 81 شاباً للخدمة العسكرية خلال النصف الثاني من سنة 2013.
· هناك محللون يربطون الزيادة في استعداد المسيحيين للخدمة في الجيش الإسرائيلي بالأحداث الدائرة في سورية، وبالثمن الباهظ الذي يدفعه المسيحيون الذين يعيشون هناك منذ آلاف السنين. ويبدو أن المذبحة الدائرة في سورية ربما تدفع الشبان المسلمين أيضاً إلى سلوك درب مماثل، من خلال إدراكهم للميزات التي ينعم بها جميع مواطني إسرائيل في هذه المرحلة المضطربة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
· ويثير تطوع الشبان العرب للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وللخدمة الوطنية معارضة صاخبة من طرف بعض السياسيين العرب، إذ يدرك هؤلاء أن الخدمة ستفضي إلى اندماج هؤلاء الشبان في المجتمع الإسرائيلي. وهم ينظرون إلى نموذج الشبان الدروز، الملزمين بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بموجب القانون - واندماجهم في المجتمع جرّاء هذه الخدمة، فيؤثرون بقاء العرب في إسرائيل خارج المجتمع الإسرائيلي. ويسعى هؤلاء السياسيين لإبقاء جميع الأقليات تحت "مظلة فلسطينية"، مناهضة لإسرائيل، والحجة التي يسوقونها، في سياق معارضتهم لخدمة الشبان المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، هي أن الحكومة الإسرائيلية تحاول "تقسيم المعسكر الفلسطيني" في إسرائيل.
· غير أن الحكومة الساعية لتحقيق المساواة في الواجبات لجميع مواطني إسرائيل، تتصرف بحكمة. فهي تشجّع بالتدريج جميع الأقليات على تحمّل مسؤولياتهم في الخدمة الرامية إلى حماية للدولة، لكن تركيزها منصب حالياً على بعض الجماعات الأهلية كالبدو والنصارى، التي يُلاحظ لديها استعداد للخدمة في الجيش الإسرائيلي.
· لكن الأخطر من معارضة السياسيين العرب هي أعمال التخريب التي يقترفها رعاع يهود ضد أماكن العبادة، وضد أملاك مواطنين عرب، وغاية هذه العصابات ["جباية الثمن"] – سواء سُمّوا إرهابيين أو نازيين جدد - مماثلة لغاية السياسيين العرب، أي أنهم يريدون دقّ إسفين بين المواطنين اليهود والعرب، والحؤول دون اندماج العرب في المجتمع الإسرائيلي.
· إن الضرر لا يقتصر على تلطيخ سمعة إسرائيل في الخارج، بل يلحق بدولة إسرائيل نفسها بشكل أساسي أيضاً. والآن، يترتب على أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية وضع حد لظاهرة "جباية الثمن" اليهودية.