قال اللواء احتياط أوري ساغي،الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، في ندوة عقدت بتل أبيب تحت عنوان "أفكار بعد الحرب": "إن إسرائيل ترد على الأحداث، ولا تعالج المسارات نفسها. إن حزب الله في لبنان هو أحد أعراض مشكلة إقليمية أوسع بكثير. يوجد هنا ولد يرمي حجارة، وبدلاً من التوجه لوالديه، فإننا نركض وراءه في الأزقة. هناك أمور كثيرة لم تتم معالجتها في هذه الحملة – لم تتم معالجة سورية، لم تتم معالجة إيران، ولا أقصد عملية عسكرية ضدهما".
وانتقد ساغي طريقة عمل الحكومة وقال إنه كان ثمة مشكلة في الرؤية الشاملة، التي لم تنظر إلى القتال في الشمال باعتباره جزءاً من صورة أوسع. وفيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي قال ساغي: "ثمة في الجيش الإسرائيلي مشكلات تنظيم، وسيطرة، وتفعيل القيادات. يوجد هنا أمور مقلقة تقتضي الفحص والمعالجة الجذرية".
وعلى حد قول ساغي، كلما مرت الأيام، ازداد مسار القتال ارتباكاً: "كانت الهجمات التي أعقبت خطف الجنديين ناجعة، لكن الفصل التالي كان بمثابة تدحرج إلى الأمام....".
"هذه الحملة وجدت نفسها تعالج أدوات[أهدافاً] غير مناسبة، إلى حدٍ باتت معه الفجوة بين الأهداف والنتائج أكبر مما يستطيع المجتمع الإسرائيلي قبوله. وفي اللحظة التي قال فيها معلقون ومتحدثون وضباط سابقون 'دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر' – أصبحت الحملة مربكة. ما حدث خلال الـ 48 ساعة الأخيرة كان فعلاً لا إرادياً عسكرياً كلف الكثير من الضحايا ولم يحقق شيئاً لم يكن بالإمكان تحقيقه قبل ذلك".
وأوضح ساغي أن الانتصار في الحرب كان بحاجة إلى إنجازات إضافية: "في السابق، كانت نظريتنا الأمنية تقف على ثلاث أرجل: قدرة الإنذار، وقدرة الردع، وبتوفر هذين العنصرين، عندها نصل إلى الحرب – الحسم.
لقد هاجم سلاح الجو بصورة جيدة وناجعة، لكنه لا يعرف كيف يحسم الحرب في سياق شرق أوسطي. وجدنا أنفسنا نلاقي صعوبة في النظر برؤية شاملة لتسوية واسعة لا تتضمن فقط الاعتماد على قوة الجيش الإسرائيلي، بل على أمور أخرى أيضاً. وفي نهاية الأمر، يوجد لكل من سورية وإسرائيل مصلحة في التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، لعله سيكون باستطاعة إسرائيل، في أعقاب الحرب تحديداً، أن تفتح أبواباً جديدة للمفاوضات".
وتحدث ساغي أيضاً عن التراجع الذي أصاب قوة الجيش الإسرائيلي، أساساً لأنه كان "منهمكاً بأمور أخرى خلال السنوات الست الأخيرة".
وتحدث قائد سلاح الجو الأسبق، إيتان بن إلياهو، عن دور سلاح الجو في الحرب الأخيرة في لبنان. وأكد أن أهمية سلاح الجو تكمن في إمكانية استخدامه في كل مكان، وفي كل القطاعات، وضمن جدول زمني قصير. لكن معركة كهذه يجب أن تكون قصيرة، مدتها عشرة أيام. وقال: "المعركة الطويلة تتطلب تخطيطاً مختلفاً تماماً، وإعلاماً مختلفاً، ودبلوماسية مختلفة، وتعبئة جماهيرية مختلفة كلياً. يجب أن تعرف ليس كيف تطلق الطلقة الأولى بل كيف تُنهي الطلقة الأخيرة".
وعلى حد قول بن إلياهو، كان لدى سلاح الجو ثلاث مهمات في الحرب الأخيرة: ضرب البنى التحتية، وهذا ما تم القيام به بنجاح، ومساندة القوات، وضرب شبكة الصواريخ. حول المهمة الأخيرة قال: "لقد تصدى سلاح الجو بشكل ممتاز للصواريخ الثقيلة، وعمل بشكل لا بأس به ضد الصواريخ المتوسطة، لكنه لم ينجح إطلاقاً في تدمير الصواريخ الصغيرة....".