· في الأسبوع الماضي ألقى رئيس سورية، بشار الأسد، قنبلة موقوتة في ملعب إسرائيل، حيث وضعها أمام خيارين: إما أن تجدّد عملية السلام على أساس الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وإما أن تخاطر بفتح جبهة مواجهة جديدة في هضبة الجولان، على غرار جبهة المواجهة مع حزب الله في لبنان.
· يستمد الأسد التشجيع من نتائج المواجهة مع حزب الله. وعلى الأصح يستمد التشجيع من الشكل المغلوط الذي يفسر فيه نتائج هذه المواجهة. ولعل من المثير أن الأسد هو الذي خفّ إلى إلقاء خطاب النصر، في حين أن حسن نصر الله، المعروف بدهائه وحنكته السياسية، آثر البقاء في مخبئه بل أمر أنصاره باحترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل في جنوب لبنان.
· مع ذلك فإن سورية ليست جزءاً من المشكلة في الحدود الشمالية فقط، بل هي أيضاً جزء من الحل. وفي خطابه لم يشدّد الأسد فقط على ما هو مشترك بينه وبين حزب الله وإيران، بل شدّد أيضاً على ما هو الفارق.... وفعلاً فقد أعلن أن سورية، خلافاً لحزب الله وإيران، معنية بتجديد العملية السياسية في منطقتنا وأن هدفها النهائي ليس إبادة إسرائيل وإنما توقيع اتفاق سلام معها.
· قلائل يمكن أن يختلفوا مع حقيقة أن السلام مع سورية هو مصلحة إسرائيلية. وهناك أهمية خاصة لذلك الآن جراء الخوف من أن إيران يمكنها أن تحصل خلال السنوات القريبة على سلاح نووي. لكن من هذه النقطة إلى أن نحقق اتفاق سلام مع سورية لا تزال الطريق طويلة. والأسد لا يفكر بخطوات بناء ثقة تسهّل على القيادة الإسرائيلية تجنيد دعم بين الجمهور الإسرائيلي لعملية سلام مع سورية.
حكومة إسرائيل غير معنية الآن ببحث وحسم قضية الجولان. وأخيراً، فإن الرئيس جورج بوش، الشريك الحيوي لأي حوار إسرائيلي – سوري في المستقبل، ما زال يرى في سورية جزءاً من محور الشر ينبغي محاربته لا مفاوضته.