قوات معتادة حربَ غزة فوجئت في لبنان باختلاف الساحة والعدو والسلاح
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يكشف أحد الدروس الرئيسية للحرب ضد حزب الله أن القوات البريّة للجيش الإسرائيلي، التي أرسلت للقتال في لبنان، نمت وتدربت في المناطق (الفلسطينية) وعملت أساساً في مهمات الأمن الجاري قبالة العدو الفلسطيني. غالبية الوحدات عملت في نماذج قتالية تناسب الشرطة ولا تناسب جيشاً نظامياً في مواجهة جيش نظامي أو في مواجهة منظمة مثل جيش نظامي كحزب الله.... بكلمة واحدة يمكن القول إن القتال ضد الفلسطينيين "أفسد" الجيش الإسرائيلي كجيش نظامي ومتطوّر.

·      بمفاهيم عدة أصبح جزء كبير من الجيش الإسرائيلي بمثابة جيش نظامي لجهاز الأمن العام. وليس هذا هو الجيش الذي عرفته إسرائيل في حرب يوم الغفران (1973) ولا الجيش الذي عرفته في حرب لبنان الأولى عام 1982 – وهما حربان أقيمت في أعقابهما لجنتا تحقيق رسميتان.

·      كان من الأفضل، مثلاً، لو أن الحرب ضد الفلسطينيين تمت من قبل حرس الحدود، في حين تم تدريب الجيش النظامي الكبير ووحدات الاحتياط لحرب أخرى.

·      وحدات مختلفة دخلت إلى المعركة في لبنان بحسب "النموذج الفلسطيني". مثلاً، المعركتان القاسيتان في مارون الراس وبنت جبيل كانتا "دخول وخروج"، مثلما درج الجيش الإسرائيلي أن يفعل مرات عديدة في قطاع غزة.

·      الجيش الإسرائيلي فوجئ في لبنان من إطلاق صواريخ ضد دبابات حربية ومن مدى بعيد نسبياً. في قطاع غزة والضفة يكون الميل الفوري هو إيجاد مخبأ في بيت قريب. في لبنان قتل جنود عديدون من سلاح مضاد للدبابات أطلق من مسافة بعيدة واخترق جداراً اختبأوا خلفه. ولم يتم تدريب الجيش النظامي على مثل هذا عندما حارب الفلسطينيين.

·      نموذج آخر هو دخول لواء غولاني إلى الحرب.... هذا اللواء وجد صعوبة في التواصل مع بطاريات المدفعية التي كانت تقدم له العون. ويتضح أن هذا المجال قليلاً ما تدربوا عليه.

·      وباختصار يمكن القول إن الحرب المستمرة ضد العدو الفلسطيني الخبير في الإرهاب جعلت الجيش الإسرائيلي ينحرف عن دوره الرئيسي.

 

المزيد ضمن العدد 25