على إسرائيل عدم تقديم أي تنازل إلى تركيا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • تشهد تركيا سنة 2011 انتخابات عامة من المتوقع أن تكون حاسمة بالنسبة لمستقبلها، ولذا فإن أي تنازل تقوم إسرائيل به في الوقت الحالي إزاءها سيعود بالنفع على الحزب الإسلامي الحاكم [حزب "العدالة والتنمية"]، ذلك بأنه سيكون بمثابة برهان قاطع على أن هذا الحزب لا يدفع أي ثمن جراء سياسته العدوانية إزاء إسرائيل. ولا شك في أن هذا الحزب سيوظف موضوع كفاحه ضد إسرائيل في دعايته الانتخابية، فضلاً عن أنه سيعزز تعاونه مع "محور الشر" - إيران وسورية وحزب الله و"حماس" - في الوقت الذي يستمر في عضوية حلف شمال الأطلسي [الناتو].
  • إن ما يتعين على إسرائيل فعله هو أن تشنّ حملة دبلوماسية تهدف إلى إدانة تركيا. ويجب أن تبدأ هذه الحملة أولاً وقبل أي شيء في الكونغرس الأميركي الجديد، ودفعه إلى وقف أي صفقات أسلحة أميركية مع تركيا في المستقبل، وحملة لدراسة استمرار عضويتها في حلف الناتو.
  • وبطبيعة الحال فإن في إمكان إسرائيل في سياق هذه الحملة أن تستغل مسألة تأييد تركيا للسلطة القائمة في الشطر التركي من جزيرة قبرص، أو مسألة احتلالها إقليم اسكندرونة السوري، أو المذابح التي ترتكبها ضد الأكراد، وذلك من أجل تشويه صورتها وسمعتها على طريقة العين بالعين والسن بالسن.
  • من ناحية أخرى، لا بُد من ملاحظة أن [رئيس الوزراء التركي] رجب طيب أردوغان قد صعد إلى سدّة الحكم لأن الأغلبية العلمانية في تركيا ضاقت ذرعاً بفساد الأحزاب العلمانية، لا بسبب تأييدها مواقفه، وبناء على ذلك من المهم أن نوضح لهذه الأغلبية أن السلطة الإسلامية قد ألحقت أضراراً كبيرة بها، كما أنها ألحقت أضراراً كبيرة بفئة رجال الأعمال وبمكانة تركيا الدولية ومستقبلها، وجعلتها دولة شبيهة بإيران. كما يجب أن نوضح لهذه الأغلبية العلمانية أن فظاظة أردوغان هي العنصر الأهم الذي يجعل الاتحاد الأوروبي يبتعد عنها، وأنه في حال استمرار سيرها في هذا الاتجاه فإن الاقتصاد التركي برمته مهدّد بالانهيار.