سنة 2011: خطة أوباما
تاريخ المقال
المصدر
- في السنة المقبلة سنضطر إلى مواجهة تحديات صعبة. فالولايات المتحدة ستغادر العراق، وسيزداد نفوذ إيران فيه والذي سيصبح من الصعب تصنيفه بين الدول العربية المعتدلة. كما سيبدأ الجيش الأميركي بالخروج من أفغانستان، ومن المحتمل أن يطرح تقسيم هذا البلد بين الأقاليم الخاضعة لنفوذ طالبان، وبين الأقاليم الأخرى، وسيكون هذا هو الحل الأسوأ بالنسبة إلى هذه الدولة التعيسة.
- في مطلع كانون الثاني/ يناير، سيجري استفتاء عام في جنوب السودان نتائجه معروفة سلفاً، فعلى الأرجح ستؤيد الأغلبية انفصال الجنوب، لكن من الصعب أن يقبل شمال السودان بهذه النتائج، ومن المحتمل أن تتجدد الحرب الأهلية هناك.
- أما في لبنان، فإن الجميع ينتظر صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري، والذي من المنتظر أن يتهم مسؤولين كباراً في حزب الله. ومن المحتمل أن تندلع حوادث عنف في هذا البلد بعد صدور القرار، والأخطر هو أن يؤدي ذلك إلى سيطرة حزب الله على لبنان.
- وستواصل إيران نشاطاتها النووية، من أجل التوصل إلى وضع تكون فيه قادرة على تصنيع القنبلة، وربما لن تقوم بإنتاج القنبلة حتى لو كانت قادرة على ذلك، إلا إنها لن توقف نشاطها النووي. من ناحية أخرى ستطالب الولايات المتحدة بتشديد العقوبات على إيران، لكن من الصعب أن تشارك الصين في هذه العقوبات، لأنها بحاجة ماسة إلى النفط. وسيكون من الصعب أن تتعرض إيران لضربة عسكرية.
- وفي أوروبا ستزداد حدة الأزمة الإقتصادية، الأمر الذي سيضعف من قدراتها السياسية، ويؤدي إلى تراجع دورها في الساحة الدولية. وستواصل البرازيل وروسيا والصين في جذب المستثمرين في العالم، وسيستمر النمو الاقتصادي في هذه الدول، لكن ذلك لن يجعلها قادرة على قيادة العالم. ويمكن للولايات المتحدة أن تطمئن، فهي ستبقى القوة العظمى الوحيدة في العالم في سنة 2011.
- أما بالنسبة إلى إسرائيل، فمن المنتظر ألا يصمد الائتلاف الحكومي في السنة المقبلة، بسبب الخلافات الداخلية الآخذة في التفاقم، فالجمود في العملية السياسية سيدفع حزب العمل إلى الاستقالة، بينما قد يدفع أي تقدم في العملية السلمية حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الخروج من الحكومة. وسيبذل نتنياهو جهده كي يعطي الانطباع بحدوث تقدم سياسي، لكنه سيرفض بشدة تقديم خطة مفصلة للحل، لأنه يعلم أن أي خطة سيقدمها لن تحظى بموافقة الأميركيين، وأن الخطة التي قدمها أبو مازن قريبة جداً من الخطة التي قدمها كلينتون في سنة 2000، والتي حظيت آنذاك بموافقة العالم أجمع. وستقوم دول أخرى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، لأن هذا لا يتطلب منها جهداً كبيراً، كما أنه يمنحها وهم المشاركة في العملية السياسية.
- هل سيقرر أوباما بعد فشل المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين تقديم خطته الخاصة، كما لمّحت إلى ذلك هيلاري كلينتون؟ من المحتمل أن يحدث ذلك، لكن هل ستساعد خطة كهذه في تقريب السلام؟ الاحتمال ضئيل. وهل تقوم الولايات المتحدة بعد نشر الخطة بتنفيذ المرحلة الثانية من خريطة الطريق، أي إعلان عن دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة؟ هذا محتمل.