سنة 2011 سنة صعبة بالنسبة إلى الشرق الأوسط
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • ستكون سنة 2011 سنة صعبة في العلاقات مع الفلسطينيين. فمن المحتمل أن يظهر خلالها أن في الإمكان إجراء مفاوضات جدية معهم، تتطلب تقديم تنازلات من جانب الطرفين، أو أن يحاول كل طرف المماطلة كي يثبت أن الطرف الآخر هو المسؤول عن الفشل. وفي الفترة الأخيرة نشرالمسؤول الفلسطيني عن المفاوضات صائب عريقات، مقالاً مهماً جاء فيه أنه لن يكون هناك سلام، ولن يحدث أي توقيع على اتفاق لا يعترف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى الأماكن التي طردوا منها في حرب 1948، والمقصود هنا سبعة ملايين لاجىء. فإذا كان هذا هو التوجه الفلسطيني، فلن يكون هناك اتفاق.
  • من المحتمل أن تكون السلطة الفلسطينية تسعى إلى تدويل النزاع، من أجل الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، وذلك من دون التنازل عن حق العودة، أو الاعترف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. ولا يمكن أن نستبعد دعم الأمم المتحدة لمثل هذا المسعى، ولا سيما أن الفلسطينيين يتمتعون فيها بتأييد واسع. من هنا ينبغي لإسرائيل الاستعداد عسكرياً، وخصوصاً سياسياً، للتصدي لنشوء دولة معادية في يهودا والسامرة. وقد يأخذ النزاع، في المدى البعيد، أحجاماً طبيعية، لأنه سيصبح نزاعاً بين دولتين لديهما خلافات بشأن الحدود المشتركة غير المتفق عليها. ولن يكون هذا سيئاً بالنسبة إلى إسرائيل.
  • هناك اختبارات صعبة تنتظر الشرق الأوسط مثل: الانتخابات الرئاسية في مصر؛ ربما ملك جديد في السعودية؛ ازدياد التشدد الإسلامي في تركيا التي ستتوجه أكثر فأكثر نحو إيران، ليس بسبب الأخطاء الإسرائيلية، وإنما بسبب التغير العميق في الثقافة السياسية التركية. وستزداد حدة النزاعات الداخلية في العراق، ويتعمق التدخل الخارجي في هذا البلد من جانب السعودية وإيران، إلى أن يُحسم مستقبله: هل سيكون ذا هوية وطنية مستقرة، أم سينقسم إلى دويلات طائفية متعددة، أم سيتحول إلى دولة واقعة تحت النفوذ الإيراني؟
  • أما على الصعيد العسكري، فإن حزب الله سيواصل تسلحه بالصواريخ من سورية ومن إيران، كما أن السوريين سيواصلون بناء قوتهم العسكرية وكذلك ستفعل حماس. لكن على الرغم من ذلك فإن خطر غزة يبقى أقل من خطر لبنان. ليس من مصلحة أي طرف شن حرب على إسرائيل، لأن الجميع يدرك مدى تفوقها، إلا إن تعاظم التسلح يفرض على الجيش الإسرائيلي إعداد رده الدفاعي، مثل بناء منظومات مضادة للصواريخ، وقدرة استخباراتية وهجومية لتدمير هذه الصواريخ، وهذا سيكون مهمة الجيش الإسرائيلي في السنة المقبلة. إن إصابة صاروخ عن قصد روضة أطفال أو أماكن آهلة، يمكن أن يؤدي إلى انفجار كبير للوضع لا يمكن ضبطه. وعندما ستنشب الحرب، ستكون الجبهة الداخلية هي الهدف الأساسي لترسانة السلاح الثقيل والكثير الذي جرى تخزينه في الشمال والجنوب.
  • إن حادثاً واحداً في إمكانه زعزعة الشرق الأوسط، مثل تغير وضع إيران النووي. فإما أن تتعرض المنشآت النووية في إيران للقصف، الأمر الذي سيجبرها على التراجع والتخلي عن تطلعها إلى أن تصبح دولة نووية، وإما ألا يفعل أحد شيئاً لوقف إيران (فلا تنجح حتى العقوبات الشديدة في وقف نشاطها)، فتعلن أنها باتت تملك قدرة نووية عسكرية، وتفرض نفسها على الجميع.