· يمكن القول إن الخطط العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بمعالجة الأوضاع في غزة أُقرّت منذ فترة طويلة. كما أن الفِرق العسكرية أجرت تدريبات على المسارات المختلفة المتوقعة. غير أن الذي لم يحدث حتى الآن هو إتمام التحضيرات المرافقة لعملية من هذا القبيل، والتي تقع في إطار مسؤولية الذين يبدون، في الآونة الأخيرة، حماسة لشن عملية عسكرية في غزة. وتشمل هذه التحضيرات، ضمن أشياء أخرى، تحصين المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وإقرار عملية سياسية تتيح إمكان حصاد نتائج مهمة في إثر العملية العسكرية كي لا تضطر قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى البقاء في غزة فترة طويلة.
· لا شك في أن الجميع في إسرائيل يرغب في معرفة كيف ستكون عليه الأوضاع في حالة شن عملية عسكرية كبرى. وقد بات معروفاً أن "حماس" ستقوم بالرد، وهي تملك في الوقت الحالي قدرة على إطلاق صواريخ تصل إلى أسدود وكريات ملاخي. كما أنها تستمد تكتيكها القتالي من مدرسة حزب الله، وفحواه الصمود وجعل إسرائيل تعيش حالة إحباط لبضعة أسابيع [في ظل إطلاق الصواريخ عليها]. وسيستمر إطلاق الصواريخ [على إسرائيل] حتى في حالة وجود قوات إسرائيلية في شمال القطاع، وفي حالة إعادة احتلال محور فيلادلفي.
· يقول المسؤولون في قيادة الجيش الإسرائيلي، الذي يقوم بتنسيق خطواته كلها مع وزير الدفاع إيهود باراك، إنه يجب التفكير ملياً فيما إذا كان الهدوء الذي يسود جنين ونابلس ومدناً أخرى [في الضفة الغربية]، سيصمد في الوقت الذي سيتعرض الفلسطينيون في غزة للذبح، وما هي الفائدة التي ستترتب على شن عملية عسكرية في غزة، إذا كانت مدن الضفة الغربية أيضاً ستسقط في قبضة "حماس" نتيجة ذلك. وهل يعتقد أحد أن "حماس" ستزول من الوجود في حالة القضاء على قادتها؟ ولدى قيادة الجيش الإسرائيلي، وفي مقدمها رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء غابي أشكنازي، إجابة واحدة واضحة عن هذه الأسئلة جميعها، وهي: في جعبتنا عمليات عسكرية لأهداف عديدة، لكن لا يوجد حتى الآن أي هدف محدد [للعملية العسكرية في غزة].