دولـة يهودا المـزدهـرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا شك في أن المعطيات الانتقائية، التي نشرتها كلية أريئيل [في الضفة الغربية] أول من أمس من الحولية الإحصائية التي أعدها باحثون في الكلية اعتماداً على معطيات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، تضع المجتمع الإسرائيلي فـي مواجهـة الفجـوة الهدامـة بين إسـرائيـل الشـرعيـــة، أي داخـــل حدود الخــط الأخضر، وبين المستوطنات [في المناطـــق المحتلة]. ويظهــر من هــذه المعطيات أن المسـتوطنيـــن اليهـــود، فــي معظمهــم، في المناطــق [المحتلــة] - 92,3% - راضون عن حياتهم أكثر من المعدل العام للرضا عن الحياة في إسرائيل، والذي يبلغ نسبة 83%. كما تُظهر تلك المعطيات أن مستوى المعيشة في المستوطنات أعلى كثيراً من المعدل العام لمستوى المعيشة في إسرائيل.

·       حتى إن كان المسؤولون في كلية أريئيل معنيين بتحسين صورة المستوطنات اليهودية، بواسطة عرض نجاحاتها في المجالين الديموغرافي والاقتصادي- الاجتماعي، فإن المرء الأعمى فقط هو الذي لا يرى أن هناك دولة أخرى، هي دولة يهودا، أصبحت قائمة إلى جانب دولة إسرائيل. وفي الوقت الذي تقوم الحكومة الإسرائيلية بتقليص الخدمات الاجتماعية وخدمات التعليم والصحة والسكن الجماهيري داخل تخوم الخط الأخضر، وتتخلى بذلك عن مسؤولياتها إزاء المواطنين، فإن دولة يهودا تزدهر باستمرار وتتحول إلى نموذج يحتذى لدولة الرفاه، وذلك لأن الحكومة الإسرائيلية توفر للمستوطنين بنى تحتية ممتازة وخدمات تعليم متطورة، علاوة على الحراسة العسكرية الرسمية، وعلى أفضل موظفي الخدمات الاجتماعية.

·       إن دولة يهودا تشهد أيضاً ازدهاراً للجريمة التي يفوق معدلها كثيراً معدلها العام  داخل إسرائيل، وذلك لأنها تعتبر بمثابة الشرق المتوحش، الذي يستخف سكانه بالقانون. ويتعين على إسرائيل، إذا ما كانت راغبة في الحياة، أن تتنازل عن دولة يهودا في أسرع وقت ممكن.