مكتب وزير الدفاع: مزايا التهدئة تفوق مساوئها بالنسبة إلى إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

غادر رئيس الشعبة السياسية في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس غلعاد إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولي الاستخبارات المصريين بشأن استمرار التهدئة في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل أوضحت لحركة "حماس"، عبر مصر، أنها لن توافق على استمرار الوضع الحالي، وأنها تطلب من "حماس" العودة إلى التهدئة الكاملة.



وقال وزير الدفاع إيهود باراك أمس في كلمة ألقاها في حولون أنه "غير آسف على أي لحظة يسود فيها الهدوء في الجنوب، وعندما تدعو الحاجة سنقوم بعملية في قطاع غزة". ويستند موقف باراك إلى وثيقة أعدها مكتب وزير الدفاع مؤخراً، يؤيد فيها استمرار التهدئة ويرى أن مزاياها تفوق مساوئها بالنسبة إلى إسرائيل. ومع ذلك ورد في الوثيقة اعتراف بأن إسرائيل لم تستكمل بناء وسائل التحصين التي خططت لإقامتها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ولا منظومات الدفاع الصاروخي وفي مقدمها منظومة "القبة الحديدة".



وتتوقع المؤسسة الأمنية في إسرائيل أسبوعاً متوتراً على حدود قطاع غزة، عشية انتهاء فترة الأشهر الستة الأولى من التهدئة، والتي ستنتهي يوم الجمعة المقبل الموافق 19 كانون   الأول / ديسمبر. وتقدّر إسرائيل أن "حماس" تريد استمرار التهدئة، لكن في ظل توافقات أقل إلزاماً بالنسبة إليها تمكِّنها من إطلاق الصواريخ على النقب عندما تريد الحركة ذلك. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة استفزازت متعمدة من جانب "حماس"، في محاولة لإجبار إسرائيل على التعود على شروط أكثر تشدداً من جانب الحركة.



وفي الوقت نفسه، ستواصل "حماس" إطلاق دفعات محدودة من الصواريخ، ولن تمنع المنظمات الأخرى من أن تحذو حذوها. ويرى الجيش الإسرائيلي أن الجهد الأساسي للحركة سيتركز في شريط يمتد على حدود القطاع ويبلغ عرضه نحو نصف كيلومتر خلف السياج الحدودي، حيث ستحاول تعويد إسرائيل على وجودها في تلك المنطقة بصورة دائمة، وسترد على محاولة الجيش الإسرائيلي التعرض لعناصرها في تلك المنطقة بإطلاق دفعات مكثفة من صواريخ القسام وقذائف الهاون على الأراضي الإسرائيلية.



وبهذه الطريقة، تسعى "حماس" عملياً لتكرار النموذج الذي طبقه حزب الله في جنوب لبنان بين انسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار / مايو 200 وحرب لبنان الثانية في تموز / يوليو 2006. وطبقاً لهذا النموذج، ستحافظ الحركة على وجود دائم لها على طول خط الحدود، وستستخدم القناصة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون في تلك المنطقة كما تشاء، وفي المقابل، ستمتنع إسرائيل من القيام بأنشطة هجومية وقائية داخل المنطقة الفلسطينية مخافة تورطها ]في اشتباكات مع "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية[. وتأمل "حماس" بأن يكون في استطاعتها، في ظل الأوضاع الجديدة التي ستنشأ، انتزاع تسهيلات من إسرائيل لتخفيف الحصار الاقتصادي والسماح بحرية حركة أكبر لسكان القطاع في معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر.