المخاطر المترتبة على منح الإسرائيليين المقيمين في الخارج حق الاقتراع
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       يطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمساواة بين حق المواطن الإسرائيلي المقيم في تل أبيب بالتصويت، وبين تصويت المواطن الإسرائيلي المقيم في لوس أنجلوس. وحتى الآن رفضت اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية، اقتراح سن قانون يسمح للإسرائيليين المقيمين في الخارج بالتصويت في الانتخابات، بينما قام المبادران إلى اقتراح القانون، وهما أليكس ميلر من حزب إسرائيل بيتنا، ويعقوب كاتس من حزب الاتحاد القومي، بتبرير اقتراحهما بالقول: "إن هذا القانون سيوطد العلاقة بين الإسرائيليين المقيمين في الخارج وبين إسرائيل".

·       إن هدف الذين قدّموا الاقتراح هو تعزيز موقع الجاليات الإسرائيلية وسط الجاليات اليهودية، وتحويل الإسرائيليين في الخارج إلى مصدر استراتيجي مهم لدعم إسرائيل.

·       صحيح أن دولاً كثيرة تسمح لمواطنيها المقيمين في الخارج بالتصويت، لكن أعداد هؤلاء صغيرة نسبياً، ففي الولايات المتحدة مثلاً يعيش 2% فقط من مواطنيها في الخارج، وهم يشاركون في التصويت في الانتخابات.

·       إن من حق السبعة ملايين إسرائيلي المقيمين في دولة إسرائيل تحديد مصيرهم، ومن الصعب أن أقبل بأن المليون إسرائيلي الذين اختاروا عدم العيش في إسرائيل، والذين يشكلون 12,5% من الذين يملكون حق الاقتراح، سيكون لهم الحق في التأثير في سياسة إسرائيل من دون أن يتحمّلوا النتائج.

·       وفي حال أُقر الاقتراح، فإنه سيكون في إمكان واحد من أصل سبعة مقترعين ممن لا يدفعون الضرائب، ولا يؤدون الخدمة العسكرية، ولا يتعلمون هنا، ويقيمون في لوس أنجليس، دفع إسرائيل في اتجاه الحرب أو السلم، من دون تحمّل النتائج المترتبة على ذلك.

·       إن الهدف المعلن للذين قدّموا الاقتراح هو تعزيز العلاقة بين مليون إسرائيلي مقيم في الخارج وبين إسرائيل، لكن هدفهم المضمر هو تقليص تأثير المواطنين العرب في إسرائيل في نتائج الانتخابات. ويسعى أعضاء الكنيست من اليمين لخفض حجم الاقتراع العربي، وبهذه الطريقة يقومون بزيادة قوتهم السياسية.

·       من الغريب أن تُقدم أحزاب مثل الليكود وإسرائيل بيتنا والاتحاد القومي، وهي التي تتنافس بشأن الوطنية والصهيونية، على شرعنة النزوح عن إسرائيل، من خلال منح حق الاقتراع للإسرائيليين في الخارج.

·       لو جرت الموافقة على هذا الاقتراح، ونال الإسرائيليون في الخارج حق المشاركة في التصويت، فإن قوتهم الانتخابية ستساوي عشرة مقاعد. وهكذا يصيب نتنياهو عصفورين بحجر واحد:  النجاح في توطيد صلة الإسرائيليين في الخارج بإسرائيل، والنجاح في كبح المبادرات السياسية "الخطرة" بالنسبة إلى مستقبل الدولة. وسيصبح المقترعون في الخارج هم من يحدد نتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة.

إن ربط الإسرائيليين في الخارج بإسرائيل هو هدف مهم، لكن من غير المقبول أن يصوّت الإسرائيليون في الخارج إلى جانب العنصرية والحرب، بينما ندفع نحن هنا ثمن هذا التصويت.