نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود مأساة لإسرائيل كلها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       اختار حزب الليكود [في الانتخابات التمهيدية التي جرت في 8 كانون الأول/ ديسمبر الحالي]، من جهة، ممثلي اليمين الشرعي المنفصل عن الواقع، ومن جهة أخرى انتخب ممثلي اليمين غير الشرعي المنفصل عن الديمقراطية. لقد نسي الليكود تماماً دروس هزيمته في الانتخابات العامة الفائتة. وبدلاً من أن يعرض نفسه باعتباره حزباً وسطاً ـ يمينياً، أصبح حزب يمين اليمين، وبسبب ذلك لا بد من أن يدفع الثمن.

·       إن نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود لا تمسّ رئيس الحزب [عضو الكنيست] بنيامين نتنياهو فحسب، بل تمسّ أيضاً العملية الديمقراطية في إسرائيل. فعلى مدار الأعوام العشرين الفائتة مرّ معظم الإسرائيليين بعملية اعتدال، لكن يبدو أن أعضاء الليكود لم يسمعوا عنها بتاتاً. وعلى مدار الأعوام العشرة الفائتة انتخب معظم الإسرائيليين أحزاب الوسط، لكن أعضاء الليكود لم يشعروا بذلك بتاتاً. وعلى مدار العامين الفائتين طالب معظم الإسرائيليين بالتغيير، لكن أعضاء الليكود لم يفهموا هذا المطلب. وخلال الشهر الفائت انتقل العالم كله إلى عصر [الرئيس الأميركي المنتخب] باراك أوباما، لكن أعضاء الليكود تغاضوا عن ذلك كلياً.

·       على الرغم من أن الإسرائيليين، في معظمهم، هم مواطنون معتدلون وعقلانيون في إمكانهم أن يتحاوروا مع عالم معتدل وعقلاني، إلا إن أعضاء الليكود، في أغلبيتهم، متعصبون ويسعون لإعادة الجمهور الإسرائيلي إلى الوراء. هنا تكمن المأساة الحقيقية، وهي مأساة لإسرائيل كلها لا لنتنياهو وحده.