مقـاربة جديـدة إزاء إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ينوي الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، أن يغير سياسة الإدارة الأميركية إزاء إيران بصورة جذرية. وقد عرض، في سياق مقابلة أدلى بها قبل بضعة أيام، إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران ومنحها حوافز اقتصادية في مقابل وقف مشروعها النووي.

·       إن أوباما يعرض على إيران سياسة تدمج بين "العصا والجزرة"، وهي سياسة تنطوي على بداية علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، بعد نحو ثلاثة عقود من القطيعة والعزلة والخصومة. كما أنها تنطوي على اعتراف مؤلم بفشل جهود إدارة [الرئيس الأميركي الحالي] جورج بوش، الرامية إلى إحباط المشروع النووي الإيراني.

·       وبحسب أحدث التقديرات الموجودة في حيازة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فإن إيران اجتازت، في هذا العام، "العتبة التكنولوجية" فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وأصبح تقدمها نحو إنتاج القنبلة النووية مرهوناً باتخاذ القرار، وبالوقت اللازم لتراكم اليورانيوم عالي التخصيب.

·       إن إسرائيل التي تعتبر المشروع النووي الإيراني أكبر خطر أمني عليها، في نجاح جهود أوباما، وهذا هو الوقت الملائم لمنح الجهود الدبلوماسية فرصة حقيقية. وتتوقع إسرائيل أن يقوم الرئيس أوباما بتنسيق خطواته معها، وأن يمتنع من طرح مقترحات تمس أمنها القومي، مثلاً "ديمونه في مقابل نتانز" [أي المفاعل النووي الإسرائيلي في مقابل المفاعل النووي الإيراني]. في الوقت نفسه من المهم ألاّ تعترض إسرائيل طريق أوباما، وأن يمتنع قادتها من إطلاق تصريحات تعرقل الحوار الأميركي مع إيران. إن الوقت الراهن غير ملائم لا لتهديدات عسكرية علنية ضد إيران، ولا لتصريحات إسرائيلية تشكك في جدية جهود أوباما واحتمالات نجاحها.

·       صحيح أن هناك خشية [لدى إسرائيل] إزاء أن تضطر الولايات المتحدة إلى التسليم بوجود إيران نووية، لكن إلى أن يتضح مثل هذا الأمر يجب منح الفرصة لسياسة أوباما الجديدة، ولمحاولاته التي تهدف إلى وقف القنبلة النووية الإيرانية.