قال مصدر أمني مساء أمس (الأربعاء) إن الجيش الإسرائيلي سينفذ أي عملية تأمره القيادة السياسية بتنفيذها في قطاع غزة. وانتقد المصدر التصريحات التي تصدر عن وزراء في الحكومة بهذا الشأن، وقال إنه ليس هناك سبب يدعو بعض الوزراء إلى المطالبة علانيةً بشن عملية عسكرية في القطاع، في الوقت الذي يتبنون، في المناقشات الفعلية، مواقف أخرى تكون أحياناً معاكسة لتلك التي يدلون بها علانية.
وأمس عرض الجيش الإسرائيلي على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي ناقش كيفية الرد الإسرائيلي على الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تطلق من القطاع على إسرائيل، خطط عمل متعددة لإسكات الصواريخ. وأكد المصدر الأمني أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي خطة من الخطط التي أعدها، لكن على القيادة السياسية أن تقرر تنفيذ العمليات.
وفي الاجتماع الذي ضم كلاً من رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك، طلب أولمرت إبعاد الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية عن الجدل السياسي خلال فترة الانتخابات، وذلك على خلفية المماحكات التي نشبت بين ليفني وباراك.
وقبل الاجتماع، دعا عضو المجلس الوزاري المصغر الوزير مئير شطريت إلى التوقف عن مناقشة تحصين البلدات الإسرائيلية ]المحاذية لقطاع غزة[، وقال: "لقد ربينا الجيش الإسرائيلي على مدى السنين على مقولة أن الدفاع الأفضل هو الهجوم. أريد أن يتحصنوا في غزة، لا أن نحصن إسرائيل".
ودعا رئيس حزب شاس الوزير إيلي يشاي "إلى تنفيذ عملية جراحية على الفور ضد قيادة `حماس΄ ومنفذي العمليات الإرهابية وصواريخ القسام وقذائف الهاون التي تطلق على إسرائيل"، بموازاة "فرض حصار اقتصادي خانق" على القطاع.
وكانت ليفني التي عُقدت المناقشة بناءً على طلبها، طالبت في الآونة الأخيرة بالرد فوراً ]على إطلاق الصواريخ[، وصرحت مراراً وتكراراً، في سياق المماحكات بينها وبين باراك، بأنه "يجب الرد على النيران بالنيران". وأوضح مكتبها أن "الوضع بات لا يُحتمل، فـ`حماس΄ والمنظمات الإرهابية تطلق الصواريخ، ونحن نغلق المعابر ـ لكننا لا نقوم برد عسكري. والنتيجة هي استمرار إطلاق الصواريخ. على الجيش الإسرائيلي أن يعمل. أما مستوى العملية فيجب اختياره من مجموعة الإمكانات التي وضعها الجيش الإسرائيلي أمامنا".
وقد نشب خلاف بين وزير الدفاع ووزيرة الخارجية بشأن مسألة الرد على التصعيد الذي تشهده منطقة الجنوب، إذ تطالب الأخيرة بالرد على النيران في حين يؤيد باراك محاولة تجديد ]اتفاق[ التهدئة ("معاريف"، 10/12/2008). وصباح اليوم حضر باراك مناورة عسكرية قام بها لواء غولاني في هضبة الجولان، وقال إنه يجب الفصل بين الأمن والسياسة، و"استبعاد كل النقاش الدائر بشأن العملية العسكرية في غزة من الجدل السياسي".
المجلس الوزاري المصغر يعقد مناقشة بشأن غزة
تاريخ المقال
المصدر