من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يتحدث زعيم الليكود بنيامين نتنياهو عن "السلام الاقتصادي"، وهو فكرته السياسية الجديدة التي يعتقد أنها ستؤجل أي تحرك دبلوماسي [على صعيد التسوية السياسية] إلى المستقبل غير المنظور. ويعلن نتنياهو أن ليس هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين في أي وقت قريب، ولذا سيسعى لـ "سلام اقتصادي"، وستزدهر السوق الحرة في الأراضي المحتلة، وسيكون الفلسطينيون قادرين على تأمين الغذاء لأنفسهم.
· يحرص نتنياهو على عدم القول إننا سنبقى في الأراضي المحتلة إلى الأبد، ويقول إن السلام الاقتصادي سيكون "ممراً يؤدي إلى سلام سياسي محتمل" في وقت ما في المستقبل. بكلمة أخرى، عندما يتمتع الفلسطينيون بثمار السوق الحرة، ويشترون أجهزة تلفاز ذات شاشات مسطحة وأسهماً في سوق الأسهم، ستصبح مطالبهم السياسية معتدلة إلى حد سيوافقون معه على ما يعرضه نتنياهو عليهم.
· لا يقول نتنياهو أي كلمة عما سيعرضه. ويمكننا أن نفترض أنه في حين يسعى للسلام الاقتصادي، ستتوسع المستوطنات، وستحل المنازل محل البيوت المتنقلة في البؤر الاستيطانية، وستتضاءل احتمالات الانسحاب إلى الصفر. وفي الواقع، فإن ما يعرضه نتنياهو على الفلسطينيين هو اقتصاد السوق الحرة داخل جيوب تتقلص مساحتها بالتدريج وتعتمد على حسن نيات إسرائيل.
· إن برنامج نتنياهو ليس إلا خداعاً للنفس. فالفلسطينيون لن يتخلوا عن تطلعاتهم نحو الاستقلال في مقابل نمو اقتصادي، كما أنه في ظل غياب حرية الحركة في الأراضي المحتلة، لن ينمو فيها ولا حتى اقتصاد كولونيالي. والسؤال المطروح هو: ما الذي سيحدث أولاً، مواجهة عنيفة أخرى [مع الفلسطينيين]، أو مقاطعة اقتصادية دولية [لإسرائيل] تؤدي إلى إخضاع إسرائيل؟.