"حماس" تحاول تغيير قواعد اللعبة مع إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- لو كانت حركة "حماس" معنية فعلاً بخوض مواجهة عسكرية كبيرة مع إسرائيل لكانت أطلقت صواريخ على مدينة هيرتسليا أو على مطار بن - غوريون في تل أبيب، ولديها القدرة على فعل ذلك، غير أن ما تقوم به في الآونة الأخيرة يهدف إلى معرفة الخطوط الحمر لدى إسرائيل، وفي أثناء ذلك فإنها تحاول أيضاً أن تفرض قواعد لعبة جديدة بين الجانبين.
- كانت "حماس" في السابق تغض الطرف عن قيام الجيش الإسرائيلي بين الفينة والأخرى بالتوغل في عمق 150 متراً من السياج الحدودي [بين إسرائيل والقطاع]، لكن قبل بضعة أشهر طلب الجناح العسكري في الحركة من قيادة جناحها السياسي منحه ضوءاً أخضر لمواجهة الجيش الإسرائيلي في كل مرة يقوم فيها بمثل هذا التوغل، وعلى الرغم من حصوله على ضوء أخضر كهذا إلا إنه ما زال يستعمله جزئياً خشية أن تقوم إسرائيل بردة فعل عنيفة على غرار عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية [في شتاء 2009].
- فضلاً عن ذلك، فإن "حماس" ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، لم تعد تمارس ضغوطاً على الفصائل الأخرى المعارضة لها، لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وبناء على ذلك، فإن إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع على جنوب إسرائيل آخذ في الازدياد من يوم إلى آخر. كما أن الحركة قامت قبل نحو أسبوعين بتفعيل وحدة خاصة أطلقت صاروخاً من طراز "كورنيت" على دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافاه"، مما تسبب بإلحاق أضرار مادية جسيمة بها.
- لا شك في أن هذا التصعيد ليس من قبيل المصادفة، ذلك بأنه يجري عشية استبدال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، في حين أن القائد الحالي لهذه المنطقة وهو الجنرال يوآف غالانت سيصبح رئيساً لهيئة الأركان العامة، ومن المعروف أنه من أشد مؤيدي إتباع سياسة صارمة إزاء "حماس". في المقابل فإن المسؤولين في الحركة يعتقدون أن إسرائيل، في الأوضاع السياسية الحالية التي تواجهها، ستكون مترددة في اللجوء إلى رد عنيف على عمليات إطلاق الصواريخ. لكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن سلاح الجو الإسرائيلي قام أول من أمس (الاثنين)، ولأول مرة منذ فترة طويلة بشنّ هجمات على مواقع تابعة لـ "حماس"، ويمكن القول إن ذلك كان بمثابة إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تقبل أي تغيير في قواعد اللعبة بينها وبين هذه الحركة.