· من المتوقع الآن [في إثر الاتفاق الذي وُقِّع أمس بوساطة تركية ـ برازيلية، والقاضي بنقل اليورانيوم المخصب من إيران] أن تستمر إسرائيل في ضبط النفس، وفي مراقبة لعبة الكبار وهي تعض على النواجذ.
· ومع ذلك، ثمة مقاربة أخرى تؤكد أن الخيار الوحيد الذي بقي أمام إسرائيل هو شنّ هجوم عسكري [على المنشآت النووية الإيرانية] بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ذلك بأن سلوك إيران ربما سيضطر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرد بواسطة هجوم عسكري كهذا.
· لكن ما يجب تأكيده هو أن هناك دولاً أخرى في العالم تقف بالمرصاد لهذه المقاربة، وأن هذه الدول، على ما يبدو، باتت تسلم بواقع عدم فرض عقوبات على إيران في المستقبل المنظور، إلا إنها تدّعي في الوقت نفسه أن السبب الذي يمنع الولايات المتحدة من اللجوء إلى الخيار العسكري غير كامن في عدم قدرة الدول الدائمة العضوية على التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، وإنما في تسليم إدارة أوباما بتحوّل إيران إلى دولة نووية.
· إن هذه الدول تتبنى مقاربة فحواها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستوافق على التعاون مع أي دولة في العالم يمكن أن تساعدها في التخلص من وطأة الضغوط الدولية من دون التنازل عن هدفها النهائي، وهو أن تصبح دولة إقليمية عظمى تملك أسلحة نووية.
· ويعتقد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، من ناحيته، أن الحل كامن في تجاوب إسرائيل بصورة قوية مع التوجهات الأميركية، عن طريق طرح مبادرة سياسية تسفر عن حل النزاع مع الفلسطينيين، وكذلك السعي، في موازاة ذلك، نحو التوصل إلى اتفاق مع السوريين. ومن شأن ذلك كله، في نظر باراك، أن يساعد الأميركيين على بلورة تفاهمات مع دول عربية معتدلة يمكن لإيران الآخذة في تعزيز قوتها أن تهدد مكانتها وأمنها.