قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، والتي انطلقت مؤخراً، هي مجرد مرحلة انتقالية في طريق المفاوضات المباشرة التي تُعتبر الضمان الوحيد "من أجل تحقيق اختراق سياسي".
وأوضح باراك، الذي كان يتكلم في اجتماع كتلة حزب العمل في الكنيست أمس، أن الحل الدائم [للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني] لا بُد من أن يشمل العناصر الأساسية التالية: إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح؛ ضم الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية] إلى إسرائيل؛ عدم الاعتراف بـ "حق العودة"؛ تسوية موضوع القدس. وفي حال توقيع الاتفاق الدائم يتم إعلان نهاية النزاع ووضع حدّ للمطالب المتبادلة لدى الجانبين.
وفي موازاة ذلك، أكد باراك أن قوة إسرائيل العسكرية تمكّنها من دخول المفاوضات من موقع قوة، ومن الحفاظ على مصالحها الأمنية.
واعتبر باراك أن المرحلة الحالية حساسة للغاية، وتتطلب، أكثر من أي شيء آخر، تعزيز الثقة وخفض الشكوك. ومع ذلك، فقد أعرب عن شكّه في إمكان تحقيق اختراق سياسي حقيقي بواسطة المفاوضات غير المباشرة، الأمر الذي يستلزم الانتقال، على وجه السرعة، إلى المفاوضات المباشرة التي يمكن خلالها مناقشة القضايا الجوهرية كلها.
ووفقاً لما قاله باراك، فإن استعداد إسرائيل للتوصل إلى حل دائم للنزاع مع الجانب الفلسطيني من شأنه مساعدة حكومة بنيامين نتنياهو على تحسين علاقاتها مع إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما. وأضاف: إن المطلوب الآن هو إحداث تغيير جذري في علاقاتنا مع الولايات المتحدة، ولا يمكن فعل ذلك من دون قيامنا بطرح مبادرة سياسية بعيدة المدى.
وفي رأي باراك، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مهمة للغاية، ولا يجوز التنازل عنها بأي حال من الأحوال. فضلاً عن ذلك، فإن الأميركيين يبذلون جهوداً كبيرة في مواجهة التحديات التي تهم إسرائيل في الشرق الأوسط الكبير، وفي مقدمها التحديات في كل من أفغانستان والعراق، كما أنهم منشغلون كثيراً بتنظيم عملية فرض عقوبات قاسية على إيران، وبوقف تسلح كوريا الشمالية ودول أخرى مثل الصومال واليمن. وبناء على ذلك، فإنهم يتوقعون من إسرائيل أن تكون جزءاً من هذه الجهود، وأن تقوم بما هو مطلوب منها لدفعها قدماً، أي أن تتوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين.
وحرص باراك، في الوقت نفسه، على تأكيد أن العلاقات مع الولايات المتحدة ضرورية جداً لتسلح الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه لولا الاستعداد الأميركي للحفاظ على تفوّق الجيش الإسرائيلي العسكري لما أمكن تحقيق ذلك قط.
وقال باراك في ختام كلمته: "إن الولايات المتحدة تقدّم مساعدات اقتصادية لإسرائيل تُقدّر بثلاثة مليارات دولار سنوياً، وهي العنوان الذي نتوجه إليه عندما يكون لدينا حاجة إلى فرض فيتو في مجلس الأمن الدولي. وبناء على ذلك، فإن التحدي الحقيقي الماثل أمامنا في الوقت الحالي هو التغاضي عن الأمور الهامشية، والسير في طريق طرح مبادرة سياسية إسرائيلية تتعلق بالمفاوضات والحل الدائم".