صواريخ M- 600 تكشف نمط جهوزية حزب الله للحرب المقبلة مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      لا يوجد لدى أي شخص في الوقت الحالي جواب محدد عن السؤال عمّا إذا كانت ستندلع حرب في الصيف المقبل أم لا. ومع هذا، فقد بات من الواضح كلياً أنه في حال اندلاع حرب في الشمال فإنها لن تكون شبيهة مطلقاً بالحرب التي وقعت هناك في سنة 2006، ذلك بأن قوة حزب الله تتعاظم من يوم إلى آخر، سواء من ناحية عدد المقاتلين أو من ناحية عدد الصواريخ وقدراتها. ولعل الأهم من ذلك كله، هو أن شكل تفعيل هذه القوة الآخذة في التعاظم سيكون مختلفاً بصورة جوهرية.

·      وعلى ما يبدو، فإن المؤسسة الأمنية في إسرائيل لا تكلف نفسها عناء تقديم تفسيرات إلى الجمهور الإسرائيلي العريض تتعلق بالمواجهة العسكرية المقبلة التي يتعين عليه الاستعداد لها. ولا شك في أن قيام صحيفة أجنبية، مؤخراً، بنشر نبأ فحواه قيام سورية بتزويد حزب الله بصواريخ [طويلة المدى] من طراز M- 600، إنما كان من قبيل المصادفة، في حين أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين كانوا يفضلون إخفاء هذه المعلومة، مثلما أخفوا موضوع قيام سورية بنقل صواريخ سكود متطورة إلى لبنان، إلى أن كشفت ذلك صحيفة عربية. وفي كلتا الحالتين فإن المصادر الأمنية المسؤولة في إسرائيل لم تؤكد النبأين، إلا إن مصادر أخرى رفضت الكشف عن هويتها تحدثت عن "أسلحة تخل بالتوازن العسكري" [بين إسرائيل وحزب الله].

·      من المهم أن ندرك ما يلي: إن صواريخ M- 600 لا تعتبر سلاحاً آخر في ترسانة حزب الله، وإنما هي بمثابة بوصلة تكشف النمط الجديد لجهوزية حزب الله استعداداً للمواجهة العسكرية المقبلة [مع إسرائيل].

·      ولا بُد من القول بداية إن صاروخ M- 600 هو الأكثر دقة بين الصواريخ الطويلة المدى، كما أنه يتميز بقدرات استراتيجية كبيرة، وفي حال رغب حزب الله، مثلاً، في التعرض لمقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب، فإن في إمكانه نظرياً فعل ذلك، ومثل هذه القدرة لم تكن في حيازته في إبان حرب سنة 2006.

·      من ناحية أخرى، سيستمر حزب الله في إمطار إسرائيل بوابل من الصواريخ المتوسطة المدى والقصيرة المدى التي يملكها ويصل عددها إلى 40 ألف صاروخ.

·      وتهدف صواريخ M- 600 إلى تدمير منشآت استراتيجية في منطقة غوش دان [وسط إسرائيل]، وقد تم نشر هذه الصواريخ في جنوب لبنان كله. ويبدو أن العقيدة القتالية التي أصبح حزب الله يتبناها تشمل القيام بإطلاق عشرات الصواريخ من هذا الطراز يومياً في موازاة إطلاق آلاف الصواريخ الأخرى، وهو يأمل بأن يسفر ذلك عن تدمير بنى تحتية ومنشآت استراتيجية، وعن ضعضعة قدرة إسرائيل على خوض حرب. غير أن حزب الله لا يملك حتى الآن كمية كافية من صواريخ M- 600 تتيح إمكان تنفيذ هذه العقيدة القتالية، الأمر الذي يستلزم القيام على الفور بجهود دولية وإسرائيلية مكثفة لمنع نقل مزيد من الأسلحة إلى لبنان قبل فوات الأوان. ويمكن القول إن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، هذا الأسبوع، أن بلده يدعم حزب الله فيما يتعلق بموضوع الصواريخ ناجم عن إدراكه الأهمية الاستراتيجية لهذه الصواريخ بالنسبة إلى الحزب.

·      أمّا صواريخ سكود، وفي حال تأكد أنها من طراز سكود دي، فإنها تهدف إلى تهديد المفاعل النووي في ديمونـا.

·      وعلى المستوى البشري، فإن حزب الله يتطلع إلى أن يكون لديه جيش قوامه 40 ألف جندي على الأقل، وهو لديه الآن أقل من نصف هذا العدد. من ناحية أخرى، لا شك في أنه في حال اندلاع حرب، فإن جنود قوة الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة سينسحبون من جنوب لبنان، أما جنود قوة الجيش اللبناني المنتشرون جنوبي الليطاني والبالغ عددهم 15 ألف جندي، فإن التقديرات السائدة في إسرائيل ترجح احتمـال اشتراكهم في الحرب.

·      بناء على ذلك، فإن الذي يعلن أنه لن تندلع حرب في الصيف المقبل لأن السوريين ليس لديهم مصلحة في اندلاعها، أو لأن حزب الله ما زال غير مستعد لها، أو لأن الردع الإسرائيلي منذ سنة 2006 لا يزال يقوم بدوره، أو لأن الإيرانيين لم يعطوا ضوءاً أخضر، إنما يعرب عن أمنية خفية في أحسن الحالات أو يقامر في أسوئها. وعلى ما يبدو، فإن [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله مقتنع بأن الحزب لم يملك بعد القوة التي تؤهله لخوض حرب، وذلك بسبب افتقاره إلى كمية كافية من الصواريخ الدقيقة الطويلة المدى. ولذا، يمكن الافتراض أنه في اللحظة التي يصبح لديه فيها الكمية الكافية من هذه الصواريخ، فإن العد العكسي سيبدأ، وسيغدو اندلاع الحرب مسألة وقت لا أكثر.

·      إن الأمر المؤكد الآن هو أنه في حال اندلاع حرب، فإن إسرائيل ستتعامل مع بلدات جنوب لبنان كلها باعتبارها مواقع عسكرية.