من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
ردت روسيا على الانتقادات العنيفة التي وجهتها إليها إسرائيل في أعقاب اللقاء الذي جرى بين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية أندريا نسترنكو: "إن حركة 'حماس' تحظى بتأييد قسم كبير من الفلسطينيين. ولدينا لقاءات دائمة معها".
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد ردت أول أمس على اقتراح مدفيديف إشراك "حماس" في المفاوضات، فأصدرت بياناً جاء فيه أن حركة "حماس" لا تختلف في شيء عن التنظيمات الإرهابية في تشيشنا، وأن إسرائيل تنتظر دعم روسيا الكامل لها في صراعها ضد الإرهاب. وكان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قد وصف اللقاء بين مدفيديف ومشعل بـ"الخطوة السلبية للغاية".
ونقلت صحيفة "معاريف" (14/5/2010)، ردات فعل بعض الشخصيات على الحدث، وطرحت على عدد من المسؤولين والخبراء السؤال التالي: هل ستتخذ روسيا موقفاً داعماً للإسلام في هذه المنطقة السريعة الاشتعال؟ في رأي تسفي ميغن، وهو سفير إسرائيلي سابق في روسيا، فإن موسكو تحاول زيادة تدخلها في المنطقة وتعزيز نفوذها فيه، ولا يهمها إذا تعاونت مع منظمات إرهابية. وأضاف: "إن روسيا لا تريد الانحياز إلى طرف، لأن هذا أمر خطر بالنسبة إليها، لكنها تبحث عن أداة، وتريد أن تلعب دور الوسيط في الشرق الأوسط، وهي ترى أننا مستعدون للحوار. والسؤال المطروح الآن: من الذي سيحمل الأطراف الأخرى على التفاوض؟ فالروس يريدون أن يسبقوا الأميركيين في القيام بذلك، ولهذا الغرض تسعى روسيا وراء السوريين، ووراء الطرفين الأساسيين الممثلين للفلسطينيين "فتح" و "حماس". ويرى ميغن أن روسيا تحاول توحيد الفلسطينيين سعياً لمشاركة الأطراف كلها في مفاوضات السلام التي يرغبون إجراءها في روسيا، ضمن إطار مؤتمر للشرق الأوسط تشارك فيه الأطراف الفلسطينية جميعها إلى جانب السوريين وحتى حزب الله.
يُذكّر د. أوري بتروشفسكي الخبير في السياسة الخارجية الروسية في جامعة بار ـ إيلان، بأن روسيا كانت أول دولة عظمى اعترفت بـ"حماس" وقال: "لقد استمر هذا الخط خلال هذه الزيارة، وسيستمر في المستقبل، فروسيا لا تريد حرباً في المنطقة، وإنما ترغب في تعزيز مكانتها عبر توطيد علاقاتها بـ"حماس" والعالم الإسلامي". ووفقاً له، فإن زيارة مدفيديف إلى دمشق وطدت العلاقات مع سورية، وإيران، و"حماس"، وبصورة غير معلنة مع حزب الله. وفي نظره، ثمة ثلاثة أسباب للانفتاح الروسي على العالم الإسلامي هي: حث العالم الإسلامي على عدم دعم الإسلام الراديكالي داخل روسيا؛ التصالح مع الإسلام الراديكالي لديها من خلال تبني سياسة خارجية موالية للإسلام؛ تعزيز موقعها في العالم.
وتساءلت الصحيفة: هل يهدد هذا التوجه الروسي العلاقات الإسرائيلية ـ الروسية، وهل معناه أن روسيا تخلت عن إسرائيل؟ في رأي ميغن، إن الروس يحاولون أن يلعبوا دور الوسيط، وهم لم يتخذوا موقفاً معارضاً لإسرائيل، وإنما يقولون أنهم يسعون لحل النزاع وإحلال السلام، فأبو مازن، في رأيهم، لا يستطيع ذلك وحده من دون سورية ولبنان و"حماس".