تقويم داغان بشأن إيران يسقط الموضوع النووي من جدول أعمال نتنياهو
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·      لا أحد يدري إلى أين تمضي إيران، لا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية [سي. أي. إيه] ولا في الموساد، ولا في أجهزة الاستخبارات والتجسس في فرنسا ومصر وروسيا. ويبدو لي أيضاً أن الإيرانيين أنفسهم لا يعرفون إلى أين ستمضي الأحداث الحالية في البلد. وفي الحقيقة لم ينجح أحد، حتى الآن، في اختراع طريقة للتنبؤ بالمسارات السياسية ـ الاجتماعية.

·      مهما يكن، فإن ما يحدث في إيران، في الوقت الحالي، يعتبر تطوراً تاريخياً شديد الأهمية، ويبدو أن التطورات هناك مفتوحة على الاحتمالات كلها. ومع ذلك، فمن السابق لأوانه التعلق بأي أوهام أو آمال. ولا يجوز أن ننسى أيضاً أن المشروع النووي في هذا البلد لا يزال يحظى بإجماع إيراني شعبي واسع النطاق.

·      وعلى ذكر المشروع النووي الإيراني لا بُد من وقفة أمام التقويم الجديد، الذي أعلنه رئيس جهاز الموساد مئير داغان، هذا الأسبوع [خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست]، والذي ورد فيه أن إيران ستمتلك أول قنبلة نووية في سنة 2014، وذلك في حال استمرار الوتيرة الحالية لعمل المشروع النووي الإيراني، وعدم وجود أي عوائق.

·      إن أول سؤال يتبادر إلى الذهن إزاء ذلك هو: أين اختفت التقويمات الإسرائيلية السابقة، التي قدرت أن إيران ستمتلك أول قنبلة نووية "بعد بضعة أشهر"، والتي تم نشرها قبل بضعة أسابيع؟ فمن المعروف أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كانت، حتى وقت قريب، متفقة على أن الموعد المحدد لهذا الأمر هو نهاية سنة 2009 الحالية، وأن إيران اجتازت العتبة التكنولوجية لإنتاج أسلحة نووية.

·      في الوقت نفسه، فإن الموعد الجديد [سنة 2014] يعني أن إيران ستمتلك أسلحة نووية بعد انتهاء ولاية بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية. وهذا يعني أن داغان يسقط الموضوع الإيراني من جدول أعمال هذه الحكومة. وتجدر الإشارة إلى أن تقويم داغان تزامن مع قيام نتنياهو، هذا الأسبوع، باستكمال تشكيل طواقم عمل خاصة تتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وتضم خبراء من الخارج أيضاً.

بناء على ذلك، يمكن القول إن من شأن إسقاط الموضوع الإيراني من جدول أعمال حكومة نتنياهو أن يؤدي إلى نشوء فراغ كبير، إذ إننا نعيش منذ عشرين عاماً في ظل هذا الموضوع، بل لا نكاد نتذكر أي شيء في حياتنا من دون الخطر الإيراني.