صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
قال نائب رئيس الحكومة ووزير التنمية سيلفان شالوم إن المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية ستصطدم حتماً بحائط مسدود، لأنه ليس في إمكان أي زعيم فلسطيني القبول بما رفضه ياسر عرفات في كامب ديفيد قبل عشرة أعوام، كما أنه ليس هناك رئيس حكومة إسرائيلية يمكنه أن يعرض أكثر مما عُرض حينها. وأضاف: "لا يهم ما نفعله، فأنا لا أرى أن هناك زعيماً فلسطينياً سيقبل بما رفضه عرفات، كما لا أرى رئيس حكومة يهودياً يمكن أن يقدّم أكثر مما عرضه إيهود باراك، ولذا، أتوقع الوصول إلى حائط مسدود".
لكن على الرغم من ذلك، فإن شالوم أعرب عن تأييده الوساطة الأميركية للمفاوضات غير المباشرة، لأنها تساعد على التوصل إلى تفاهم أكبر بين الطرفين، وأكد أهمية أن تكون التوقعات بشأن المفاوضات واقعية، وشدد على وصف الولايات المتحدة بـ "الصديقة الوحيدة لإسرائيل في العالم التي تقدم لها الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي". لكنه من ناحية أخرى أشار إلى أن "أي ضغط من جانب الولايات المتحدة أو من جانب أي طرف آخر لن ينفع، لأن أحداً لن يقبل به، كما أن إسرائيل سترفضه".
واعتبر شالوم أن السلطة الفلسطينية تتصرف منذ الآن كدولة أمر واقع. وفي رأيه، فإن المفاوضات غير المباشرة التي يحاول المبعوث الأميركي جورج ميتشل إطلاقها، ليست في الحقيقة "Proximity talks" بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما هي "Bypass Talks" أو مفاوضات جانبية أي تلك التي تجري حين يكون الطرفان موجودين في مكان واحد، في فندق مثلاً، أو مثلما كان عليه الوضع في "واي بلانتيشن"، حيث كان الوسيط يقوم بنقل الرسائل من غرفة إلى أخرى.
وفي رأي شالوم، فإن المحادثات يجب أن تتركز على المشاريع الاقتصادية، مثل تطوير القطاع الصناعي، والمشاريع في مجال الطاقة الكهربائية، والصرف الصحي، والمياه، وتنمية البنى التحتية، وأن تركز أيضاً على زيادة حرية التنقل في الضفة الغربية، عبر إزالة العوائق عن الطرقات، وعلى ما ينبغي أن يقوم به الفلسطينيون من أجل محاربة الإرهاب وتحسين الوضع الأمني.
وأعرب شالوم صراحة عن قناعته بأن الفلسطينيين لن يعترفوا أبداً بيهودية دولة إسرائيل، لكنه أوضح أن هذا لا يشكل العائق الأساسي أمام التوصل إلى اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني. فالعائق في رأيه هو "الإرث العرفاتي" المتمثل في رفض عرفات العرض السخي الذي قدمه إليه باراك في سنة 2000. لقد رفع عرفات السقف كثيراً بحيث بات من الصعب على القادة الفلسطينيين القبول بما هو أدنى منه.
ووفقاً لشالوم، فإن رئيس الحكومة آنذاك، إيهود باراك، عرض في كامب ديفيد وفي طابا، إعادة 97% من أراضي الضفة إلى الفلسطينيين، والسيادة الفلسطينية على جبل الهيكل، مع السيادة الإسرائيلية على الأرض الموجودة تحته، والسيطرة الفلسطينية على ثلاثة من أربعة أحياء في القدس القديمة، وعودة نحو 100 ألف لاجىء فلسطيني.
وفي رأيه، فإن عباس أظهر ضعفه عندما رفض عرض رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت سنة 2008، والذي لا يقل سخاء عن عرض باراك.