جولة نتنياهو في الولايات المتحدة لم يكن أي لزوم لها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن كل إنسان واعٍ يمكنه أن يدرك أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة لم يكن أي لزوم لها، ذلك بأنها تمت في وقت لم يكن الرئيس الأميركي باراك أوباما موجوداً في البيت الأبيض، وكان في إمكان نتنياهو أن يرسل أي وزير في حكومته إلى مؤتمر الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية.

·       فضلاً عن ذلك، فإن هذه لم تكن أول مرة يقوم فيها نتنياهو بالسفر إلى محفل لليهود في الولايات المتحدة ويتورط في إشكال مع الإدارة الأميركية، فهذا ما حدث مثلاً قبيل لقائه الرئيس أوباما في أثناء عقد مؤتمر إيباك. وعلى ما يبدو، فإنه عندما يكون رئيس الحكومة في حضرة يهود أميركا ينتابه شعور بضرورة الانزياح نحو اليمين أكثر فأكثر، الأمر الذي يتسبب بخروج الإدارة الأميركية عن طورها.

·       التقى نتنياهو الأحد الفائت نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في نيوأورلينز [في الولايات المتحدة]، وقد تطرق اللقاء إلى موضوع إيران فقال رئيس الحكومة إن العقوبات المفروضة على هذا البلد لا تغيّر إصرار نظامه على التزود بسلاح نووي، مؤكداً أن "الطريق الوحيدة لضمان عدم تحوّل إيران إلى دولة نووية كامنة في إطلاق تهديد حقيقي بشنّ عملية عسكرية عليها". وغداة تصريحه هذا رفض وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي يُعتبر المسؤول المركزي في الإدارة الأميركية عن معالجة الملف الإيراني، أقوال نتنياهو جملة وتفصيلاً، وأكد أن المقاربة السياسية ـ الاقتصادية التي تتبعها الولايات المتحدة إزاء إيران تؤتي أكلها.

·       وفضلاً عن ذلك، فإن معظم التصريحات الرسمية الصادرة عن الولايات المتحدة تدل على أن نتنياهو أصبح عرضة للهجوم لأنه اختار أن يخوض مواجهة علنية فيما يتعلق بموضوع البناء في القدس الشرقية.

إزاء هذا كله فإن السؤال الذي يجب أن يكون مطروحاً الآن كما كانت الحال دائماً هو: ما الذي يرغب نتنياهو فيه فعلاً؟ وهل إن ما حدث في أثناء زيارته للولايات المتحدة ناجم عن سياسة مخططة أم عن مجرد حماقة وإهمـال؟ وبكلمات أخرى: هل ما نشهده أمامنا هو عبارة عن لعبة تسبق قيام نتنياهو باتخاذ قرار يقضي بالموافقة على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات فترة أخرى، وذلك بهدف تليين مواقف شركائه في الائتلاف الحكومي قبل اتخاذ هذا القرار، أم أن الحديث يدور على تصرف آخر غير مسؤول لرئيس حكومة غير قادر فعلاً على أن ينأى عن مواقفه الأيديولوجية؟