نتنياهو وباراك توأمان محاصران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا شك في أن العلاقات الحميمة بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وبين نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والولايات المتحدة عامة، هي سبب رئيسي لكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتعامل مع وزير دفاعه باحترام شديد. وطبعاً ثمة أسباب رئيسية أخرى، ذلك بأن نتنياهو يدرك أنه من دون باراك فإن حكومته ستكون حكومة يمينية مكروهة ولن تصمد طويلاً، وأن إسرائيل ستكون معزولة بين دول العالم، فضلاً عن أن نتنياهو، من دون باراك، لن يجد مسؤولاً إسرائيلياً آخر يقف إلى جانبه لدى اتخاذ قرار متعلق بإيران. ويمكن القول إن مستقبل نتنياهو مرهون بباراك.

·      علاوة على ذلك، فإن العكس صحيح أيضاً، أي أن مستقبل باراك مرهون بنتنياهو، ذلك بأن الأول يدرك أنه من دون الشراكة مع نتنياهو فإن حزبه [العمل] سيطيح به، فضلاً عن أنه لا يمكن، من دون رئيس الحكومة، دفع عملية سياسية في المستقبل القريب، أو اتخاذ قرار مسؤول وحكيم إزاء إيران.

·      في واقع الأمر، فإن كثيرين يتحدثون، منذ أعوام طويلة، عن نتنياهو وباراك باعتبارهما توأمين، لكن الحقيقة هي أن اعتماد كل منهما على الآخر هو الذي جعلهما خلال العام الفائت توأمين في القيادة الإسرائيلية. وعلى ما يبدو، فإن حالتهما هذه غير مسبوقة في تاريخ الحكومات الإسرائيلية كلها.

·      ومع ذلك، ثمة فوارق كبيرة بين الاثنين، فبينما يعتقد نتنياهو أن أي تنازل [للفلسطينيين أو للعرب] هو انتحار، فإن باراك يعتقد أن استمرار الوضع القائم ضار للغاية. ولذا، يمكن التقدير أنه عندما يلتقي هذان التوأمان بمفردهما في غرفة مغلقة فإن ما يكون موجوداً هناك هو وجهتا نظر متناقضتان. بناء على ذلك، فإن استمرار تحالفهما يستلزم تغير مواقف طرف واحد منهما.

·      إن أزمة قافلة السفن وأزمة مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) قد أوضحتا، بصورة قاطعة، جوهر الأوضاع العالمية، وأن إسرائيل آخذة في خسارة حرية المناورة. كما أن الوقت آخذ في النفاد، وعلى هذين التوأمين الإقدام على خطوات حقيقية إذا ما كانا راغبين في إنقاذ نفسيهما ودولتهما.