· نشأ، في الآونة الأخيرة وضع غريب أصبحت فيه حدود إسرائيل البرية كلها هادئة ومستقرة، في حين أن البحر يصخب بأنواع متعددة من قوافل السفن التي تريد التوجه إلى غزة. وعلى ما يبدو، فإن سبب الاستقرار في الحدود البرية عائد إلى وجود أنظمة عربية [مجاورة لإسرائيل] تعتبر الاستقرار عاملاً مهماً لوجودها، بغض النظر عمّا إذا كانت حدودها مع إسرائيل هي حدود سلام أو حدود مواجهة.
· بناء على ذلك، فإن الذين يمقتون إسرائيل في العالم كله يسعون لإحراجها بواسطة البحر، ذلك بأنه لا يوجد أي نظام عربي هناك يمكن أن يعترض طريقهم إلى غزة، كما أنه في حال سمحت إسرائيل لهم بالوصول فإن ذلك سيكون "انتصاراً"، وحتى في حال مقتل أفراد منهم فإن ذلك سيكون "انتصاراً" أكبر في نظرهم.
· وها هي إيران، التي تعتبر معزولة في معظم أنحاء العالم، شأنها شأن كوريا الشمالية، ترغب في الانضمام إلى هذه التظاهرة البحرية. وبحسب رأيي، فإن الوضع مع إيران أسهل كثيراً من سائر الدول، ذلك بأن مجلس الأمن الدولي اتخذ، مؤخراً، وبأغلبية كبيرة، قراراً يقضي بفرض عقوبات دولية جديدة حادة عليها، وربما حان الوقت كي تستغل إسرائيل هذه العقوبات وما تحظى به من شرعية دولية.
· إن البند رقم 15 من قرار العقوبات الجديدة ينص على فرض مراقبة على السفن الإيرانية في عرض البحر، وذلك من أجل منع عمليات تهريب مواد وأسلحة ثقيلة إلى إيران. ولا شك في أنه في حال توجهت سفن إيرانية إلى غزة فإنها ستكون مشتبهاً فيها بتهريب أسلحة ووسائل قتالية، ولذا، يتعين على إسرائيل مطالبة الدول التي ستمر هذه السفن في مياهها الإقليمية باعتراضها وتفتيشها، كذلك يمكنها أن تقوم هي نفسها بتفتيشها إمّا في المياه الدولية، وإمّا في مياهها الإقليمية. ومن المؤكد أن عملية كهذه ستحظى بشرعية دولية كاملة.
· على إسرائيل أيضاً أن تعلن، منذ الآن، أن أي سفينة إيرانية متجهة إلى غزة ستكون سفينة مشتبهاً فيها بأنها تهرّب أسلحة أو وسائل قتالية، وأنها ستطالب بتفتيشها، وستكون دول العالم كلها مضطرة إلى الاستجابة لهذا الطلب وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي. وبذلك تقوم إسرائيل بنزع شرعية إيران بدلاً من قيام هذه الأخيرة بنزع شرعية إسرائيل.
· إن هذا الحل يتعلق بالسفن الإيرانية فقط، وبطبيعة الحال هناك حاجة إلى حل دولي أشمل لمشكلة قوافل السفن. وبحسب رأيي، فإن حلاً كهذا يمكن أن يتأتى عن طريق تشكيل قوة بحرية دولية تتولى فحص حمولات السفن المتجهة إلى غزة قبل إبحارها، وتقوم بمرافقتها كي تضمن وصولها إلى هدفها من دون أي اتصال بأطراف أخرى.