· مَن تابع في الفترة الأخيرة تحركات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واستمع إلى تصريحاته سيشعر بأننا مقبلون على حرب. ذلك بأن هذه الخطابات، والمصطلحات المستخدمة فيها، ولهجتها، تذكر بما جرى من تحركات في الفترة التي سبقت أيلول/سبتمبر 2000، حين قرر ياسر عرفات أن الوقت حان لشن حرب ضد إسرائيل وإخضاعها، والتي سميت يومها "الانتفاضة الثانية".
· وإذا نظرنا إلى الأمور اليوم نلاحظ أن وريث ياسر عرفات [أبو مازن] بصدد الإعداد لحرب جديدة ضد إسرائيل للأسباب نفسها التي من أجلها قام معلمه الروحي وأستاذه [ياسر عرفات] بشن الحرب على إسرائيل. فقد توصل عباس مثلما توصل عرفات من قبله إلى الاستنتاج بأنه لا يمكن تغيير موازين القوى إلاّ من خلال استخدام القوة وحدها، وإشاعة الفوضى، وإخضاعنا بواسطة الضغط الدولي.
· لقد شن عرفات الحرب [انتفاضة الأقصى] بعد شهرين على عرض الانسحاب إلى الخط الأخضر الذي قدمه له إيهود باراك في كامب ديفيد [تموز/يوليو 2000]. وتذرع وقتها بزيارة أريئيل شارون لجبل الهيكل للبدء بالاضطرابات وشن الهجمات. واليوم يستخدم عباس الاعتراف بالدولة الفلسطينية كي يقول إنه من الآن وصاعداً كل شيء مسموح له، وهو بالتالي قادر على خوض المواجهات المسلحة والحصول على الدعم الدولي في آن معاً.
· نستطيع ملاحظة هذه اللهجة الجديدة في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية التي تدعو صراحة الإسرائيليين إلى الخروج من الدولة الفلسطينية. كما يمكننا أن نلمس ذلك أيضاً في سلوك رجال الشرطة الفلسطينية في الضفة لدى مهاجمتهم الأسبوع الماضي جنود دورية إسرائيلية كانت تقوم بجولة روتينية. ولقد ترافق ذلك مع تهديدات من جانب كبار المسؤولين في رام الله مثل جبريل الرجوب وعباس زكي بالعودة إلى استخدام السلاح.
· من المعروف أن ياسر عرفات خسر كل شيء في إثر عملية "الجدار الواقي" التي جرت في آذار/مارس 2002، ولقد آن الأوان كي نلقن أبو مازن وجماعته درساً، وأن نصحح الأخطاء التاريخية الفادحة المترتبة عن اتفاقيات أوسلو، وأن نحرص على ألاّ يلجأ الكيان الإرهابي الموجود إلى جانبنا [السلطة الفلسطينية] مطلقاً إلى استخدام الحرب ضدنا.