النوايا الحقيقية للإخوان المسلمين في مصر إزاء إسرائيل
المصدر
مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية

تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.

– "وجهات نظر"،الورقة رقم 192
المؤلف

·       على الرغم من أن حركة الإخوان المسلمين في مصر لم تغير موقفها العدائي إزاء إسرائيل، فإنها منذ صعودها إلى السلطة بعثت برسائل مختلطة. فمن جهة تحدث القادة السياسيون، من أمثال الرئيس محمد مرسي، عن رغبة مصر في الالتزام بالاتفاقيات الدولية، ومن جهة أخرى أعلن هؤلاء القادة أنهم سيفعلون ذلك فقط في حال كانت هذه الاتفاقيات تخدم المصالح الوطنية المصرية، إذ ادعوا أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تضر بهذه المصالح، وأعربوا عن رغبتهم في طرحها على الاستفتاء العام مع احتمال إلغائها. وفي الحقيقة فإن هذا التناقض في سياسة الإخوان يجب أن يثير شكوك الغرب حيال النوايا الحقيقية لحركة الإخوان المسلمين.

·       تأسست حركة الإخوان المسلمين في مصر في سنة 1928، وكانت من أكثر الحركات الإسلامية انتشاراً في  العالم، ولقد انضم مرسي إليها في أواخر السبعينيات، عندما كانت المعارضة لاتفاقية السلام مع إسرائيل من الموضوعات المهمة المطروحة للنقاش داخل الحركة. وسرعان ما أصبح مرسي رئيساً للجنة الوطنية التي مهمتها محاربة "المشروع الصهيوني"، ثم تولى رئاسة لجنة مشابهة على الصعيد القومي. وفي سنة 2000 انتُخب نائباً في البرلمان بصفته مرشحاً مستقلاً عن حركة الإخوان المسلمين، وبقي في منصبه حتى سنة 2005. وفي سنة 2011 جرى اختياره رئيساً لحزب الإخوان المسلمين - حزب الحرية والعدالة.

·       وكانت حركة الإخوان المسلمين قد أعلنت مباشرة بعد الإطاحة بحسني مبارك أنها لن تخوض السباق على رئاسة الجمهورية. لكن بعد مرور شهرين فقط غيرت رأيها، وبررت موقفها  بأنها تريد الوقوف ضد القوى التي ستحاول عرقلة العملية الانتخابية والطابع الديمقراطي للدولة. ولقد جرى اختيار مرسي مرشحاً لمنصب رئاسة الجمهورية عن حركة الإخوان بعد استبعاد خيرت الشاطر، وفي حزيران/يونيو 2012 أصبح الرئيس الجديد لمصر.

·       يرى الإخوان المسلمون أن سيناء هي أرض مصرية وإسلامية لا تخضع للسيادة المصرية الكاملة، وأن من واجبهم تحرير هذه المنطقة وتخليصها من الترتيبات الدولية والاتفاقيات، ولا سيما اتفاقية السلام مع إسرائيل التي تجعل منها منطقة منزوعة السلاح. ولقد شكلت خطة تنمية منطقة سيناء جزءاً أساسياً من البرنامج الانتخابي للإخوان خلال الانتخابات، إذ طالبوا الحكومة المصرية بتنميتها من النواحي كافة، بما في ذلك إنشاء بنية تحتية مدنية، وتشجيع الصناعة، وتوطيد الأمن الداخلي والعسكري. وتعترف الحركة بأهمية الحدود المصرية الآمنة مع إسرائيل، وهي تدعو إلى نشر مزيد من قوات الجيش المصري في المنطقة....

·       بالإضافة إلى سيطرة الإخوان المسلمين على مقدرات الحكم في مصر، فإنهم ساهموا أيضاً في دفع الشارع المصري إلى التفكير في أن إسرائيل لم تعد تشكل عامل استقرار في المنطقة، وأقنعوا الجمهور المصري بأن اتفاقية السلام مع إسرائيل تضر بالمصلحة الوطنية المصرية وتهدد الاستقرار الداخلي.

·       يدرك الإخوان مدى التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي، وهم لا يريدون البدء بحرب ضدها، وقد أظهروا حتى الآن في تحركهم من أجل السيطرة على السلطة في مصر الكثير من الحكمة ولم يقترفوا أي خطأ. لكنهم، في المقابل، لا يملكون أي خبرة في السياسة الخارجية والأمنية، ولهذا لا يمكن استبعاد ظهور تهديد عسكري من جانب مصر في المستقبل المنظور.

·       قد ترى أميركا أن في مصلحتها مساعدة مصر مالياً ما دامت تُعتبر دولة معتدلة وديمقراطية في الشرق الأوسط، لكن، في الوقت نفسه، يتعين عليها الاطلاع عن قرب على النوايا الحقيقية للإخوان المسلمين قبل تقديم المساعدات إليهم. 

 

المزيد ضمن العدد 1557