وزراء حزب العمل هددوا باراك:إذا لم تُتخَذ خطوة سياسية في الأسابيع المقبلة فسندرس الانسحاب من الحكومة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

دفع الجمود السياسي والأزمة الحادة التي نشبت مع الإدارة الأميركية طاقم وزراء حزب العمل إلى عقد مناقشة معمقة لبحث هذا الموضوع نهار الأحد الفائت. وقد توجه الوزراء بنيامين بن إليعيزر ويتسحاق هيرتسوغ وأفيشاي برفرمان بطلب إلى وزير الدفاع ورئيس حزب العمل إيهود باراك أكدوا فيه أنه يتعين على حزب العمل، إذا لم يحدث تحرك سياسي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، دراسة الانسحاب من الحكومة، أو العمل على تغيير الائتلاف الحكومي وإدخال حزب كاديما في الحكومة.

وذكر بعض المسؤولين الكبار في حزب العمل، الذين طلبوا عدم كشف هويتهم نظراً إلى التعتيم الذي فُرض على مضمون المناقشة، أن هذه كانت أول مرة، منذ تأليف الحكومة، يُجري فيها طاقم وزراء الحزب مناقشة بشأن الجمود السياسي. وقال أحد كبار المسؤولين في الحزب: "كانت الرسالة الأساسية التي خلصت إليها المناقشة هي أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر. وقد أكد وزراء حزب العمل أمام باراك أننا سنصل إلى لحظة تقتضي اتخاذ قرارات سياسية حاسمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

وكان الوزير بنيامين بن إليعيزر الأكثر حدة في كلامه خلال المناقشة، وحذر من تعاظم عزلة إسرائيل في الساحة الدولية، ومن الأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة التي لن تؤدي إلاّ إلى تعزيز نزع الشرعية عن إسرائيل دولياً.

وشدد الوزيران هيرتسوغ وبرفرمان بدورهما على أنه يتعين على حزب العمل الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كي يبلور في القريب العاجل خطة سياسية إسرائيلية والتنسيق بشأنها مع الإدارة الأميركية. ووفقاً للمسؤولين الكبار في حزب العمل، قال الوزيران لباراك: "إذا لم يحدث تحرك سياسي خلال وقت قريب، فسيتعين علينا دراسة مسألة بقائنا في الحكومة. وفي المقابل، إذا قام نتنياهو بتغيير سياسي، فيجب مساعدته والعمل على تغيير الائتلاف وإدخال حزب كاديما فيه".

وحاول وزير الدفاع إيهود باراك تهدئة الوزراء، وقال أنه قلق إزاء وضع العلاقات مع الولايات المتحدة، وأنه ينوي الذهاب إلى واشنطن في الأسبوع المقبل لإجراء محادثات هناك بشأن موضوع عملية السلام. وأضاف: "هناك حاجة ماسة إلى توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة وإعادتها إلى الدفء الذي كانت عليه دائماً، حتى لو اقتضى ذلك تغيير سياسة الحكومة أو تغيير الائتلاف".

والتقديرات السائدة في حزب العمل هي أنه من غير المتوقع، في هذه المرحلة، أن يقوم باراك بتوجيه إنذار مباشر إلى نتنياهو. ومع ذلك، فإن المناقشة المغلقة التي أجراها طاقم وزراء حزب العمل، والتي ستُنقَل إلى كتلة حزب العمل في الكنيست خلال الأسبوع المقبل لتناولها في مناقشة يكون لها طابع علني أكثر، تشكل خطوة أولى في زيادة الضغط على نتنياهو من أجل تغيير الاتجاه فيما يتعلق بعملية السلام وطرح خطة سياسية جريئة.